الكتابات في اختيار الجهة التي يبدأ بها في الكتابة، فله أن يبدأ بكتابته من اليمين إلى اليسار، أي على نحو ما نفعله نحن في كتابتنا وعلى نحو ما فعله أكثر كتّاب المسند، وله أن يكتب من اليسار إلى اليمين، أي: على نحو ما يفعله الكاتبون بالأبجدية اللاتينية، وله أن يمزج بين الطريقتين كما رأينا ذلك في بعض كتابات المسند، كما أن له أن يبدأ بالكتابة من أعلى إلى أسفل، وله أن يعكس الوضع فيكتب من أسفل إلى أعلى، وله أن يبدأ بالكتابة من أيسر الجهة السفلى للحجر ويتجه إلى اليمين، ثم إلى اليسار وفي أي اتجاه أحبّ واشتهى، وله أن يختار العكس، أو أية جهة شاء، حتى إنك لترى بعض الكتابات وكأنها خيوط متداخلة، وعلى القارئ أن ينفق جهدًا طويلًا في استخراج رأس الخيط واستلاله للوصول إلى منتهاه.
والكتابات الصفوية مثل الكتابات الثمودية واللحيانية هي في أمور شخصية، فهي إما في بيان ملكية شيء، أو في تعيين قبر أي كتابات قبورية، أو في رجاء وتوسل إلى الآلهة. وإما تسجيل خاطر، مثل تذكر أهل أو صديق أو حبيبة أو نزول في مكان أو في تعليق على كتابة قديمة. وكتابات مثل هذه تكون قصيرة في الغالب، وقد تكون من كلمة واحدة في بعض الأحيان. ولما كان معظمها في هذه الأمور، صارت أساليبها في الإنشاء متشابهة، لا تختلف أحيانًا إلا في أسماء أصحابها. وهي لذلك لا تفيدنا كثيرًا من ناحية الدراسات اللغوية، غير أنها مع ذلك أفادتنا فائدة كبيرة في نواحٍ أخرى، من مثل الكشف عن أسماء آلهة العرب الجاهليين، أو أسماء القبائل والأشخاص والنبات والحيوان وبعض العادات وغير ذلك مما يتصل بحياة العرب قبل الإسلام.