للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجمع قراطيس١. وقد وردت لفظة "قرطاس" و"قراطيس" في القرآن الكريم٢. وورود اللفظة في القرآن الكريم دليل على وقوف العرب عليها. وهي من الألفاظ التي دخلت إلى العربية من مصر أو من بلاد الشأم، حيث استورد أهل مكة والعربية الغربية مختلف التجارة منها، ومنها القراطيس، ويعرف القرطاس في اليونانية بـKhartis.٣

ويظهر أن أهل بلاد الشأم كانوا قد استعملوا اللفظة اليونانية، فلما نقل الجاهليون القرطاس منهم وتعلموه عنهم، استعملوا المصطلح اليوناني بشيء من التحريف والتحوير ليناسب النطق العربي، وقد نص بعض علماء اللغة على أن اللفظة من الألفاظ المعربة٤.

وتقابل لفظة "قرطاس" لفظة Papyri في اللغة الإنكليزية. وقد كان القدماء في مصر وفي حوض البحر المتوسط يكتبون على القراطيس. وهي على صورة لفّات تلف كالأسطوانة تحفظ في غلاف حذر تلفها وتمزقها. وأسفار اليهود هي على هذه الصورة٥. ولا زالت معابدهم تستعمل توراتهم المكتوبة على هيئة "سفر", أي: مكتوبة على هيئة صفحات متصلة بعضها ببعض على شكل أسطوانة. بسحب أحد طرفيها الذي يوصل بأسطوانة أخرى، ثم يقرأ من السفر.

وذكر علماء اللغة أن "الرقاع"، هي القرطاس٦.

ووردت لفظة "رق" في القرآن الكريم: {وَالطُّورِ، وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ، فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ} ٧. وقد فسر العلماء الرق بأنه ما يكتب فيه شبه الكاغد، أو جلد رقيق


١ المفردات "ص٤٠٩"، تاج العروس "٤/ ٢١٥"، صبح الأعشى "٢/ ٤٧٤"، الجواليقي "ص٢٧٦"، شفاء الغليل "ص١٥٩"، ابن خلدون، مقدمة "٤٧٠ وما بعدها". Ency., II, p. ١٠٣٦.
٢ {وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ} ، الأنعام، الآية ٧، {قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا} ، الأنعام، الآية ٩، صبح الأعشى "٢/ ٤٨٥".
٣ غرائب اللغة "ص٢٦٤"، فرائد اللغة "ص٢٧٧".
٤ الجواليقي "٢٧٦"، الخفاجي، شفاء الغليل "ص١٥٩".
٥ Hastings, p. ٦٧٦, ٩٧٨.
٦ تاج العروس "٥/ ٣٦٠".
٧ سورة الطور، الآية ٢ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>