للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و"النمنمة"، خطوط متقاربة قصار، وكتاب منمنم، منقش، ومرقش ومزخرف، أي: به زخرفة، ولك وشيٍ نمنمة. فيظهر من ذلك أن بعض صحف وكتب أهل الجاهلية كانت منمنمة ذات رقوش ونقوش ووشي. وقد نعت "الجاحظ" الخط المسند بـ"المنمنم"١.

ويعبر عن الكتابة بلفظة "النقر" على سبيل المجاز وقد ورد "نقر في الحجر" بمعنى كتب٢، وذلك لأن الحجر المكتوب، هو حجر منقور، ظهرت الكتابة عليه بطريقة النقر. وكل ما ورد إلينا من الكتابات الجاهلية قد كتب على الحجر أو الخشب بالنقر والحفر.

والمشق السرعة في الكتابة. وقيل مشق الخط يمشقه مشقًا: مدَّه. فالمشق الخط الممدود الذي كتب بسرعة وبعجلة. ولذلك عبّر عن القلم السريع الجري في القرطاس بـ"قلم مشاق"٣. وورد أن أهل الأنبار كانوا يكتبون بالمشق. وهو خط فيه خفة٤.

ويعبر عن الكتابة الفاسدة المكتوبة بخط رديء فاسد بـ"كتابة مخربشة" وبـ"كتاب مخربش"٥. وبهذا المعنى أيضًا "الخرمشة". فالخربشة والخرمشة في معنى واحد٦.

وقد كانوا يستنسخون الكتب والصحف والأسطر كما نفعل. فقد ورد أن منهم من استنسخ كتبًا في الجاهلية والإسلام، أي: ينقلون الكتابة نقلًا بنصها وحروفها حرفًا حرفًا حتى تكون عند الناقل نسخة كاملة تامة للكتابة التي نقل عنها. والكاتب ناسخ ومنتسخ. والاستنساخ اكتتاب كتاب عن كتاب حرفًا حرفًا. وفي هذا المعنى ورد في القرآن: {إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} , أي: نستنسخ ما تكتب الحفظة٧.


١ اللسان "١٢/ ٥٩٢ وما بعدها"، "نم"، تاج العروس "٩/ ٨٥"، "نم"، الحيوان "١/ ٧١".
٢ تاج العروس "٣/ ٥٨٠"، "نقر".
٣ اللسان "١٠/ ٣٤٤ وما بعدها"، "مشق"، تاج العروس "٧/ ٧٠"، "دمشق".
٤ الاقتضاب "٨٩"، المصاحف، للسجستاني "١٣٤".
٥ اللسان "٦/ ٢٩٥"، تاج العروس "٤/ ٣٠٤ وما بعدها"، "خربش"، "خرمش".
٦ اللسان "٦/ ٢٩٥".
٧ الجاثية، الآية ٢٩، تفسير القرطبي "١٦/ ١٧٥"، "قال ابن عباس: هل يكون النسخ إلا من كتاب", تاج العروس "٢/ ٢٨٢"، "نسخ".

<<  <  ج: ص:  >  >>