للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا ما مات ميت من تميم ... فسرّك أن يعيش فجيء بزادِ

بخبز أو بلحم أو بتمرٍ ... أو الشيء الملفّف في البجادِ

تراه يطوف الآفاق حرصًا ... ليأكل رأس لقمان بن عادِ

وقيل: إن هذا الشعر هو لأبي مهوش الفقعسي١.

وورد ذكر "لقمان" في شعر "أفنون" التغلبي٢، وفي شعر "سليمان بن ربيعة بن دباب بن عامر بن ثعلبة"٣، وفي شعر شعراء آخرين.

وعرف لقمان عند الجاهليين كذلك بالنباهة والذكاء وبالعلم وبقوة اللسان والحلم وبخلال أخرى يرون أنها من سجايا الحكماء، حتى زعم أن أختًا له، وكانت مُحَمَّقة، تحايلت عليه، فاتصلت به اتصال الزوجات، طمعًا في الحصول على ولد ذكي حكيم منه يكون على شاكلته، فأحبلها بولد عرف بـ"لقيم"، ذكر في شعر ينسب إلى النمر بن تولب. ولأهل الأخبار قصص عنه وعن أخت لقمان٤.

وذكر "الجاحظ" أن "لقمان" قتل ابنته، وهي صحر أخت لقيم، وقال حين قتلها: ألست امرأة! وذلك أنه كان قد تزوّج عدّة نساء، كلهن خنّه في أنفسهن، فلما قتل أخراهن ونزل من الجبل، كان أول من تلقاه صحر ابنته، فوثب عليها فقتلها٥ وقال: وأنت أيضًا امرأة! وللجاحظ قصص عنه٦.

وفي سورة "لقمان"، {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ, وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} ٧. فلقمان إذن حكيم من الحكماء، وُهِب الحكمة وصواب الرأي. له ولد وعظه ونصحه.


١ المرزباني، معجم "٤٨٠"، البيان والتبيين "١/ ١٩٠"، الخزانة "٣/ ١٢٩"، الاقتضاب "٣٨٨"، العقد الفريد "٣/ ١٤٢".
٢ البيان والتبيين "١/ ١٩٠".
٣ المصدر نفسه "١/ ١٩٠".
٤ بلوغ الأرب "٣/ ٢١٢ وما بعدها".
٥ الحيوان "١/ ٢١".
٦ المحاسن والأضداد "١٣٣".
٧ الآية ١٣ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>