للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و "الحُلْبَة" من النبات الذي عولج به في أمراض كثيرة، فعولج به أمراض الصدر مثل الربو والسعال والبلغم، وعولج به الكبد والمثانة والبواسير وآلام الظهر.

وذكر أن "الحلبة" طعام أهل اليمن عامة، وبالغوا في فوائدها حتى رووا أن حديثًا ورد فيها: "لو يعلم الناس ما في الحلبة لاشتروها ولو بوزنها ذهبا"١.

وتطيب بالسعوط والنشوق. وقد استعملوا لذلك جملة مواد، منها: دهن الخردل، ودهن البان، والقسط الهندي والبحري، وبالعود الهندي والكافور. وقد استخدم العود الهندي في معالجة ذات الجنب٢. ويرى بعض الباحثين أن النشوق من أصل آرامي هو "نسكو Nosko" من Nsk بمعنى أسال في شيء، أي: دواء يسكب في الأنف٣. واستخدم "السُنبل"، وهو نبات طيب الرائحة في التداوي كذلك، ويعرف بـ"سنبل" في السريانية أيضًا٤.

وذكر أن "السعوط" اسم الدواء يصب في الأنف. وذلك بأن يوضع الدواء في إناء يجعل فيه السعوط ويصب منه في الأنف، ويقال للإناء: المسعط والسعيط والمُسعط٥. ويستعمل السعوط من مختلف الدهون. وقد استعمل في مداواة "العذرة"، وهو وجع يأخذ الطفل في حلقه، يهيج من الدم أو في "الخرم" الذي هو بين الأنف والحلق، وهو سقوط اللهاة. وقيل: قرحة تخرج بين الأنف والحلق تعرض للصبيان غالبًا عند طلوع العذرة. وهي خمس كواكب تحت الشعرى.

أي العبور وتطلع وسط الحر٦.

و"القسط" عود يجاء به من الهند، فعرف لذلك بالقسط الهندي، وعود يؤتى به من اليمن، ويعرف بالقسط البحري. وعود عرف بـ"قسط أظفار" وقسط عرف بـ"القسط المر" وهو كثير ببلاد الشأم. ويقال للقسط: "الكست" و"كشط". وذكر أن الرسول أشار إلى "القسط" فقال: "عليكم بهذا العود الهندي، فإن فيه سبعة أشفية: يستعط به من العذرة ويلد به من ذات


١ تاج العروس "٢/ ٣١٢"، "طبعة الكويت"، "١/ ٢٢٢"، "حلب".
٢ عمدة القاري "٢١/ ٢٣٨ وما بعدها"، العقد الفريد "٦/ ٢٧٥".
٣ غرائب اللغة "ص٢٠٧".
٤ غرائب اللغة "ص١٨٩".
٥ اللسان "٧/ ٣١٤ وما بعدها"، "سعط".
٦ إرشاد الساري "٨/ ٣٦٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>