للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو للشاعر "عدي بن الرقاع"، وورد في شعر آخر:

إذا أخذت مسواكها ميحت به ... رضابًا كطعم الزنجبيل المعسل١

واستعمل الإثمد والكحل في معالجة الرمد٢، كما استعملوا قطرات من أدوية استحضروها مثل ماء الكمأة في معالجة أمراض العين٣. وذكر أن الإثمد يحدّ البصر، ويقوي النظر٤.

والكحل، من جملة مواد تطبيب العيون، ومن جملة وسائل الزينة كذلك.

يستعمله الرجال والنساء. وقد كان معروفًا عند الشعوب الأخرى، يصنع من حرق اللبان أو قشور اللوز، ومن السخام المتبقي من حرق بعض الدهون والزيوت٥.

وقد عرفت مكة بصنع الكحل قبل الإسلام، ولا تزال مشهورة به. وقد كان الناس يحملون المكاحل في جيوبهم ويحتفظون بها في بيوتهم، يعملونها من القرون أو المعادن، ويبالغ الأغنياء منهم في زخرفتها وفي تزيينها للتبجح بها عند إخراجها أمام الناس٦.

ونصحوا بتنقيط نقط من ماء بارد في العين عند النهوض من النوم، لجلائها وإزالة الغشاوة عنها، كما نصحوا بوضع القدمين واليدين في ماء بارد أو حار، وذلك لمعالجة العين، ولمعالجة القدمين واليدين أيضًا. وقد عرف العبرانيون هذه المعالجة كذلك٧.

وكانوا يعالجون الماء الأسود الذي يحدث في العين بالنقب، أي: القدح. وقد ورد في حديث "أبي بكر" أنه اشتكى عينه فكره أن ينقبها٨. و"الناقب".


١ تاج العروس "٧/ ١٤٦"، "سوك".
٢ عمدة القاري "٢١/ ٢٤٥"، إرشاد الساري "٨/ ٣٧٣".
٣ عمدة القاري "٢١/ ٢٤٨"، "أن الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين، وهي شفاء من السم"، العقد الفريد "٦/ ٢٧٢".
٤ شمس العلوم، الجزء الأول، القسم الأول، "ص٢٦١"، "عليكم بالإثمد عند النوم، فإنه يحد البصر، وينبت الشعر، العقد الفريد "٦/ ٢٧٣".
٥ The Bible diction, vol, II, p. ٢٣٤.
٦ Hastigns, Dict, vol, I, p. ٨١٤.
٧ Ency. Of Relig. Konwledge, vol, III, p. ١٤٥٦.
٨ تاج العروس "١/ ٤٩٣" "نقب".

<<  <  ج: ص:  >  >>