للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في جزيرة العرب كلها. ولا سيما فصل الصيف الذي يعد أطول الفصول وأوضحها فيها. وهذا الذي دفع العرب ولا شك إلى تقسيم السنة إلى نصفين، شتاء وصيف يبتدئون بالشتاء ويجعلونه النصف الأول، ويبتدئ عندهم بابتداء النهار في القصر وابتدائه في الزيادة. وأما الصيف، فيبدأ عند انتهاء النهار بالطول وابتدائه بالنقصان١.

والشتاء هو "صربن" في المسند. أما الربيع، فهو "دثا". وأما الصيف، فـ"قيضن"، أي: القيظ، وأما الخريف، فـ "خرفن"، أي: الخريف٢.

ويذكر علماء اللغة أن القيظ هو أشد الحرّ، وأن الخريف ليس في الأصل باسم للفصل، إنما هو اسم لمطر القيظ، ثم سمّي الزمان به فجرى٣.

وترتبط مسميات الفصول ارتباطًا متينًا مع مواسم الحصاد ففي أحد النصوص: "صربم وقيضم"٤، ومعناه "شتاء وصيف"، ويظهر أن صاحبه قصد من لفظة "صريم" الحصاد الذي يتم في أول موسم الشتاء٥. وأما "قيض"، فهو الصيف، حيث تشتد الحرارة فيه. وفي نص آخر: "قيض ودثا وصرب وميلم"٦ وكلمة "ميلم" يجب أن تؤدي معنى الخريف، إذ القيض، هو الصيف و"دثا" الربيع و"صرب" الشتاء فتكون لفظة "ميلم" بمعنى الخريف إذن، وربما الحصاد، أي: الحصاد الذي يجمع في آخر الشتاء، قبل هطول أمطار الربيع٧.

وفي الربيع والخريف تتساقط الأمطار الفصلية في العربية الجنوبية، تتساقط الأمطار الربيعية في شهري آذار ونيسان وأما أمطار الخريف القوية الثقيلة، فتهطل في تموز "جولاي" وآب "أغسطس" وأيلول "سبتمبر". وتعرف أمطار الخريف فتسمى بـ"خرف" "خريف". دعيا بذلك لنزولهما في هذين الموسمين.

وإلى هذين الفصلين أشار "بلينيوس" Pliny حين قال: إن العرب الجنوبيين


١ المخصص "٩/ ٧٩"، الأنواء "ص١٠٤ وما بعدها".
٢ Mitt., S. ٦٢, ٦٥, ٧١, Rep. Epi., ٤٢٥٠
٣ المخصص "٩/ ٨٠".
٤ Rep. Epig. ٤٢٣٠/٨.
٥ Beeston, p. ٢٠.
٦ CIH ١٧٤/٤.
٧ Beeston, p. ٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>