للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"يوم الراحة" "يوم ها -شبات" Yom ha – Shabbat. واختصرت بـ"شبات" أي: السبت١.

ولست أعرف نصًّا من نصوص المسند، ورد فيه اسم معين ليوم من أيام الأسبوع، مثل الجمعة أو السبت أو الأحد وغير ذلك. وكل ما نعرفه من النصوص أن العرب الجنوبيين كانوا يذكرون موقع اليوم من الشهر، فيكتبون في اليوم السابع من الشهر الفلاني، أو في اليوم الخامس عشر منه، أو في اليوم العشرين منه، وهكذا. وذلك لتعيين مكان اليوم من الشهر. وطريقتهم هذه طريقة معروفة عند الساميين وعند غيرهم، وهي لا تزال مستعملة حتى في هذه الأيام كتابة وفي الاستعمال الاعتيادي وفي التوريخ، وذلك للسهولة والاختصار.

ولا نستطيع أن نتحدث عن اليوم المهم في الأسبوع مثل يوم السبت عند اليهود أو يوم الأحد عند النصارى وعند الوثنيين، وإن كان في بعض الروايات ما يفيد أن يوم الجمعة كان من الأيام المعظمة في نظر قريش، وقد عرف عندها بـ"يوم العروبة"، وكانت تجتمع في كل جمعة إلى كعب بن لؤي بن غالب فيخطب فيها، وأنه هو الذي سمى يوم العروبة يوم الجمعة، وذلك لتجمع الناس حوله في ذلك اليوم٢.

وقيل: إن يوم الجمعة لم يعرف بهذا الاسم إلا في الإسلام٣. وأن الأنصار هم الذين بدلوا اسم "يوم العروبة" فجعلوه "الجمعة"، ذلك أنهم نظروا فإذا لليهود يوم في الأسبوع يجتمعون فيه، وللنصارى يوم يجتمعون فيه هو الأحد، فقالوا: ما لنا لا يكون لنا يوم كيوم اليهود أو النصارى، فاجتمعوا إلى سعد بن زُرارة، فصلى بهم ركعتين وذكرهم، فسموا ذلك اليوم يوم الجمعة لاجتماعهم فيه، وأنزل الله سورة الجمعة، فهي على حد قول أصحاب هذه الرواية أول جمعة في الإسلام٤. وقد انتبه بعضهم إلى خطل رأي من ذهب إلى أن يوم الجمعة إنما سمي بهذه التسمية في الإسلام، فقال: إن يوم الجمعة كان يسمى بهذا


١ The Jewish Encyclopdia, vol, II, p. ٥٠٢, Art: Calender.
٢ تاج العروس "٥/ ٣٠٦"، بلوغ الأرب "١/ ٢٧٣".
٣ الأيام والليالي "ص٦".
٤ صبح الأعشى "٢/ ٣٦٣"، بلوغ الأرب "١/ ٢٧٤".

<<  <  ج: ص:  >  >>