للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا نستطيع أن نتحدث عن كيفية احتساب العرب الجنوبيين للسنة الشمسية، ولا عن الكبس عندهم، لعدم ورود شيء عنهما في النصوص.

ويظن أن سنة العرب الجنوبيين كانت من "٣٦٠" يومًا، مقسمة إلى اثني عشر قسمًا، أي: شهرًا، نصيب كل شهر منها "٣٠" يومًا. وحيث أن هذا المقدار من الأيام، وهو "٣٦٠" يومًا هو دون الأيام التي تمضيها الأرض في دورانها الحقيقي حول الشمس، لذلك كانوا يعوضون عن الفرق إما بإضافة الأيام اللازمة على أيام السنة لتكبسها فتجعلها مساوية للسنة الطبيعية، وذلك في كل سنة، وإما بإضافة شهر كبيسة مرة واحدة في نهاية كل ست سنوات١.

ويظن "بيستن"، أن القتبانيين قد أخذوا بالطريقة الثانية: طريقة إضافة شهر زائد كامل على التقويم في كل ست سنوات، لتتعادل السنة بذلك مع السنة الطبيعية، وأن ذلك الشهر المضاف هو الشهر المسمى بـ"ذ برم اخرن"، أي بـ"ذي برم الآخر"، أو "ذي برم الثاني"، عند القتبانيين وبشهر "ذنسور اخرن"، أي: "ذي نسور الآخر"، أو "ذي نسور الثاني" عند السبئيين.

ووردت في إحدى الكتابات جملة "بين خرفهن"، أي: بين السنتين. وقد رأى "ونكلر"، أنها تعني الأيام التي تضاف إلى نهاية السنة لكبسها حتى تكون سنة طبيعية كاملة. أي: سنة شمسية، ولذلك عبر عنها بـ"بين السنتين"، أي: الإضافة التي توضع فيما بين السنتين. السنة المتقدمة والسنة التالية لها٢. وذهب "كريمه" إلى أنها تعني شهرًا، هوالشهر الذي يضاف على التقويم لكبس السنين، ويرى "بيستن"، أن هذا الرأي يصعب قبوله، لأنه لو كانت شهرًا كاملًا، لسموه باسم معين، أو لرمزوا إليه برمز يميزه عن شهور السنة الأخرى، كأن يقولوا له: "اخرن"، أي: الآخر، أو الثاني٣.

أما اليهود، يهود جزيرة العرب، فقد كانوا يسلكون طريقتهم الخاصة في


١ Beeston, p. ١٨.
٢ Winckler, Altorientaliscne Forschungen, II, ١٩٠٠, S. ٣٥١.
٣ Beeston, p. ٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>