للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العرب من يقول: رغنك بمعنى لعلك"١. "قال الفراء: العنعنة في قيس وتميم.

تجعل الهمزة المبدوء بها عينًا، فيقولون في أنك: عنك وفي أسلم: عسلم"٢.

وذكر أن العنعنة في كثير من العرب، في لغة قيس وتميم، وقيل: في لغة قضاعة أيضًا، وفي لغة أسد ومن جاورهم، يجعلون الهمزة المبدوء بها عينًا، فيقولون في أنك: عنك، وفي أسلم عسلم، وفي أُذُن عُذن، وفي ظننت أنك ذاهب، ظننت عنك ذاهب٣.

ومن مواضع الاختلاف بين لغة أهل الحجاز، ولغة تميم، الاختلاف في عمل ما وليس النافيتين. وتردد الكلمة بين الإدغام والفك، وبين الإتمام والنقص، أو بين الصحة والإعلال والإعراب والبناء، فمثلًا أهل الحجاز يفكون المثلين من المضارع المجزوم بالسكون وأمره. وتميم تقولهما بالإدغام، وخثعم وزبيد تنقص نون من الجارة، فيقولون: خرجت ملبيت في قولهم: خرجت من البيت وغيرهم يتمها٤.

و"ضللت" بفتح العين في الماضي وكسرها في المضارع. وهذه هي اللغة الفصيحة، وهي لغة نجد. و"ضللت تضل مثل مللت تمل، أي: بكسر العين في الماضي وفتحها في المضارع، وهي لغة الحجاز والعالية. وروى كراع عن "بني تميم" كسر الضاد في الأخيرة أيضًا. قال اللحياني: وبهما قرئ قوله تعالى: {قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي} الأخيرة قراءة أبي حيوة، وقرأ يحيى بن وثاب أضل بكسر الهمزة وفتح الضاد. وهي لغة تميم. قال ابن سيده: وكان يحيى بن وثاب يقرأ كل شيء في القرآن ضللت وضللنا بكسر اللام. ورجل ضال تال"٥. و"الضلالة والتلالة"٦.

واللخلخانية العجمة في المنطق، وهو العجز عن أرداف الكلام بعضه ببعض.

ورجل لخلخاني غير فصيح. ويعرض ذلك في لغة أعراب الشحر وعمان. كقولهم


١ تاج العروس "٩/ ٢٨٣"، "عنن".
٢ تاج العروس "١/ ٨"، "المقصد الخامس في بيان الأفصح".
٣ المزهر "١/ ٢٢١"، الصاحبي "٥٣".
٤ محمد هاشم عطية، الأدب العربي وتأريخه "٣٩".
٥ تاج العروس "٧/ ٤١١"، "ضلل".
٦ تاج العروس "٧/ ٢٤١"، "تل".

<<  <  ج: ص:  >  >>