للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد عرف الجاهليون ألقاب بعض القادة العسكريين والإداريين في الانبراطوريتين اليونانية والفارسية، فأدخلوها في العربية؛ لأنها ألقاب رسمية نعت بها أولئك الموظفون الكبار، وعرفوا بعض الرتب الكنسية كذلك. فمما دخل إلى العربية من اليونانية واستعمل عند الجاهليين لفظة "بطريق"، من أصل١ Patrikios. وقد وردت في بعض الرسائل المنسوبة إلى الغساسنة، ويراد بها درجة قائد في الانبراطورية البيزنطية. ولفظة "أسقف"، وقد ورد في كتب السير: إن وفد نجران حين قدم على الرسول، كان يتألف من رؤساء المدينة أصحاب الحل والعقد، ويلقبون بـ"السيد" و"العاقب" و"الأسقف". والسيد عندهم صاحب رحلتهم، والعاقب أميرهم وصاحب مشورتهم الذي يصدون عن رأيه، والأسقف حبرهم وإمامهم وصاحب مدارسهم٢. ولفظة "أسقف" هذه من أصل يوناني هو٣ Episkopos.

وأما "قيصر" التي يراد بها في العربية "انبراطور" الروم، أي: ملكهم، فإنها من أصل لاتيني هو "سيسر" Casar. وترد في كتب السير في معرض الكلام على الكتب التي أرسلها الرسول إلى الروم والفرس والحبشة وبعض الأمراء٤.

ومن المصطلحات المأخوذة من الفارسية في هذا الباب، "الأسوار"، وهو الرامي، وقيل: الفارس، وقائد الفرسان٥، من أصل "أسب سوار"، و"اسب" الحصان، و"سوار" على ظهر أي راكب، ومعناها راكب الحصان أي: فارس٦، وتجمع "أسوار" على "أساورة". وترد في الكتب أحيانًا مضافة "أساورة الفرس"، وتجمع على "أساور" و"أساورة" أيضًا، وقد وردا جميعًا في الشعر٧.

وأما "الأشائب"، ومفردها "أشابة"، فمعناها الأخلاط من الناس من


١ غرائب اللغة "ص٢٥٥".
٢ طبقات ابن سعد "١/ ٢٥٧".
٣ غرائب اللغة "ص٢٥٢".
٤ طبقات ابن سعد "١/ ٢٥٩".
٥ الجواليقي "ص٢٠ وما بعدها"، الجمهرة "٢/ ٢١٥"، اللسان "٧/ ٥١".
٦ غرائب اللغة "ص٢١٦".
٧ الجواليقي "ص٢٠ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>