للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما أسماء النقود، فإنها معربات يرجع أصلها إلى الفارسية أو اليونانية أو اللاتينية. فقد كان الجاهليون يتعاملون مع الفرس والأرضين الخاضعة للإنبراطورية الرومية، ولهذا تعاملوا بنقود هاتين الإنبراطوريتين. وهي نقود مضروبة من المعادن. وتعاملوا بها في بلادهم أيضًا كما نتعامل نحن بالنقود الأجنبية فـ"النّمّيّ" مثلًا هي فلوس رصاص كانت تتخذ أيام ملك بني المنذر، يتعاملون بها في الحيرة، هي من أصل رومي، أي: يوناني، هو noummiyon. وقد وردت في بيت للنابغة:

وقارفت وهي لم تجرب وباع لها ... من الفصافص بالنّمّيّ سفسير١

وقد نسب هذا البيت لأوس بن حجر أيضًا٢.

فيظهر من ذك أن "بني المنذر" كانوا قد أخذوا اللفظة من اليونانية، أي: من نقود نحاس ضربها الروم، فضربوها هم في الحيرة، وتعامل بها الناس.

وأما "الدينار"، وهو نقد كان معروفًا متداولًا بين الجاهليين، مستعملًا في أسواق مكة وبقية مواضع الحجاز وجزيرة العرب عند ظهور الإسلام. وقد ذكر في القرآن الكريم٣، فإنه نقد روماني يساوي عشرة دراهم، ويعرف بـ denarius في اللاتينية٤.

وأما "الدرهم" فاسم نقد يوناني، يسمى دراخمي dhrakhmi في اليونانية، وقد شاع استعماله إذ ذاك. وقد وردت التسمية في بيت شعر هو:

وفي كل أسواق العراق إتاوة ... وفي كل ما باع امرؤ مكس درهم٥

ويفيد هذا البيت أن الحكومة كانت تأخذ إتاوة من الأسواق من التجار والباعة، وأن ما يباع يدفع عنه مكس، قدره درهم٦.


١ الجواليقي "ص١٨٥"، اللسان "١٥/ ٣٤٣"، غرائب اللغة "ص٢٧١".
٢ الجواليقي "ص١٨٥، ٣٣٠".
٣ آل عمران، الآية ٧٥ {وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَار} .
٤ الجواليقي "ص١٣٩"، غرائب اللغة "ص٢٧٨"، "وقيل: أصله بالفارسية دين آراي: الشريعة جاءت به"، المفردات في غريب القرآن "ص١٧١".
٥ الجواليقي "ص١٤٨".
٦ "الدرهم الفضة المطبوعة المتعامل بها"، المفردات في غريب القرآن "ص١٦٨".

<<  <  ج: ص:  >  >>