للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما مات، أكبروا موته، فلم تزل كنانة تؤرخ بموت كعب بن لؤي إلى عام الفيل١.

وكان ابن عمار عمرو بن عمار الطائي خطيب مذحج كلها، وكان شاعرًا كذلك، فبلغ النعمان حسن حديث، فاستدعاه، وحمله على منادمته. وكان النعمان أحمر العينين والجلد والشعر، وكان شديد العربدة، قتالًا للندماء، فنهاه أبو قردودة الطائي عن منادمته، ولكنه لم ينته، فلما قتله النعمان، رثاه أبو قردودة، وهجا النعمان٢.

وعدّوا "عبد المطلب" في جملة خطباء قريش، الذين كانوا يخطبون في الملمات وفي الأمور العظيمة، وكان وافد أهل مكة على ملوك اليمن، فإذا مات ملك منهم، أو تولى ملك منهم العرش، ذهب إلى اليمن معزيًّا ومهنئًا. فهو خطيب القوم إذن٣.

ومن خطباء "غطفان" في الجاهلية: "خويلد بن عمرو"، و"العُشَراء بن جابر" من "بني فزارة"، وخويلد خطيب يوم الفجار٤.

وأما بقية من ذكر أهل الأخبار من خطباء الجاهلية، فهم: "أبو الطَّمَحان القني"، واسمه حنظلة بن الشرقي من "بني كنانة بن القين"٥، و"ذو الأصبع العدواني" وهو من حكام العرب كذلك٦، و"أوس بن حارثة"٧، و"أكثم بن صيفي التميمي"، وهو من حكام العرب أيضًا. وقد ذكر أن "يزيد بن المهلب" كان يسلك طريقته في خطبه ووصاياه٨، و"عمرو بن كلثوم"، وهو من الخطباء الشعراء البارزين في الفنين. وقد ذكروا له خطبة نصح ووصية ذكروا أنه أوصى بها بنيه، في الأدب والسلوك٩، و"نعيم بن ثعلبة الكناني".


١ البيان "١/ ٣٥١"، "هارون".
٢ البيان "١/ ٢٢٢ وما بعدها، ٣٤٩"، البيان والتبيين "١/ ٣٤٩"، "هارون".
٣ الاشتقاق "٤٣".
٤ البيان والتبيين "١/ ٣٥١".
٥ بلوغ الأرب "٣/ ١٦٨ وما بعدها".
٦ بلوغ الأرب "٣/ ١٦٩ وما بعدها".
٧ بلوغ الأرب "٣/ ١٧٠ وما بعدها".
٨ بلوغ الأرب "٣/ ١٧٢ وما بعدها".
٩ بلوغ الأرب "٣/ ١٧٤".

<<  <  ج: ص:  >  >>