للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{إِنَّ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى} ١، وتأويلهم القراءة جملة تأويلات، لأن القاعدة النحوية تقول: "إنَّ هذين" بينما القراءة: "إنَّ هذان"، فعلَّلوها جملة تعليلات، منها أن هذه القراءة نزلت بلغة "بني الحارث بن كعب" ومن جاورهم يجعلون الاثنين، أي المثنى في رفعهما ونصبهما وخفضهما بالألف، كما في قول بعض "بني الحارث بن كعب":

فأطرق إطراق الشجاع ولو يرى ... مساغًا لناباه الشجاع لصمما

وقيل إن القراءة، هي قراءة بلحارث بن كعب، وخثعم، وزبيد ومن وليهم من اليمن٢. ونسبها "الزجاج" إلى كنانة، وابن جني إلى بعض بني ربيعة٣.

ثم ما ورد في خبر آخر عن سعيد بن جبير، من قوله: "في القرآن أربعة أحرف لحن: {الصَّابِئُون} ٤، {وَالْمُقِيمِين} ٥، {فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ} ٦، {إِنَّ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} ٧" إلى غير ذلك من أخبار. ثم ما ورد من قول "عثمان": "إن في القرآن لحنًا، وستقيمه العرب بألسنتها"، وأمثال ذلك٨، وما ذكر من أن "أبا بكر"، كان يستحب أن يسقط القارئ الكلمة من قراءته على أن يلحن فيها٩، أفلا يدل هذا الخبر، على أن اللحن كان معروفًًا ومتفشيًا في عهد "أبي بكر"، وما روي في رواية تقول: "لما كتبت المصاحف عرضت على عثمان -رضي الله عنه- فوجد فيها حروفًا من اللحن، فقال: لا تغيروها فإن العرب ستغيرها، أو قال ستعربها بألسنتها، لو كان الكاتب من ثقيف


١ [سورة طه، الرقم: ٢٠، الآية: ٦٣] .
٢ تفسير الطبري "١٦/ ١٣٦ وما بعدها".
٣ تفسير النيسابوري "٦/ ١١٨"، "حاشية على تفسير الطبري". السيوطي، الإتقان "٢/ ٢٧٣".
٤ [المائدة، الرقم: ٥، الآية: ٧٢] .
٥ [النساء، الرقم: ٤، الآية: ١٦١] .
٦ [المنافقون، الرقم: ٦٣، الآية: ١٠] .
٧ [سورة طه، الرقم: ٢٠، الآية: ٦٣. السيوطي، الإتقان "٢/ ٢٧٣".
٨ المصاحف "٣٣"، السيوطي، الإتقان "٢/ ٢٧٣ وما بعدها".
٩ الرافعي "١/ ٢٤٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>