للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخنذيذ الشاعر المفلق، ودون ذلك الشاعر فقط، والرابع الشعرور. ولذلك قال الأول في هجاء بعض الشعراء:

يا رابع الشعراء كيف هجوتني ... وزعمت أني مقحم لا أنطق

فجعله سكيتًا مخلفًا ومسبوقًا مؤخرًا.

وسمعت بعض العلماء يقول: طبقات الشعراء ثلاث: شاعر، وشويعر، وشعرور. قال: والشويعر مثل محمد بن حمران بن أبي حمران، سماه بذلك امرؤ القيس بن حجر"١.

ويظهر من القول المنسوب إلى "رؤبة"، أن الشعراء الرواة، كانوا في نظره أرفع منزلة من بقية الشعراء، ولعل ذلك بسبب طول حفظهم للشعر، مما أكسبهم علمًا وخبرة ومرانًا به، فصارت صياغتهم له أعلى من صياغة الشعراء الذين لم يكونوا يحفظون شعر غيرهم من الشعراء، ولم يكن لهم علم بأساليب غيرهم من الشعراء. فبسبب الحفظ، طوعوا الشعر والكلم وركبوا ظهره بكل سهولة، حتى صار طوع أيديهم.

والتقسيم المذكور هو تقسيم إسلامي، كما أن تقسيمهم الشعراء إلى سبع طبقات هو تقسيم إسلامي كذلك. فقد قسموهم إلى أصحاب المعلقات، وأصحاب المجمهرات، وأصاب المنتقيات، وأصحاب المذهبات، وأصحاب المرائي، وأصحاب المشوبات، وأصحاب الملحمات٢.


١ البيان والتبيين "٢/ ٩ وما بعدها".
٢ زيدان، تأريخ آداب اللغة العربية "١/ ٧٩ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>