للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتقييم للشعر كذلك. فقد ذكر أهل الأخبار أن "النابغة قدم المدينة، فدخل السوق، فنزل عن راحلته، ثم جثا على ركبتيه، ثم اعتمد على عصاه ثم أنشأ يقول:

عرفت منازلا بعريتنات ... فأعلى الحزع للحي المبين

حتى إذا انتهى من شعره، قال ألا رجل ينشد؟ فتقدم "قيس بن الخطيم" فجلس بين يديه وأنشده قصيدته التي مطلعها: "أتعرف رسمًا كاطراد المذهب" حتى فرغ منها، ثم استمع إلى شعر حسان. وذكر أنه قال لكل واحد منهما: "أنت أشعر الناس"١.

وروي أن "النبي" وضع لحسان منبرًا في المسجد يقوم عليه قائمًا يهجو الذين كانوا يهجون النبي٢، وذلك لما كان للشعر من أثر في نفوس الناس آنذاك.

وقد تخصص أناس بإنشاد الشعر، كانوا رواة شعر، ينشدون شعر غيرهم أو شعرهم بأسلوب مؤثر، ذكر أن منشدًا أنشد يومًا رسول الله:

لا تأمنن وإن أمسيت في حرم ... حتى تلاقي ما يمني لك الماني

فالخير والشر مقرونان في قرن ... بكل ذلك يأتيك الجديدان٣


١ الأغاني "٣/ ١٠"، "دار الثقافة".
٢ الإصابة "١/ ٣٢٥"، "رقم ١٧٠٤".
٣ الفائق "٣/ ٥٢".

<<  <  ج: ص:  >  >>