للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأخشاب. أما "موسل"، فيعارض هذا الرأي، ويرى أن من الصعب تصور نقل الأكديين والسومريين والبابليين الأخشاب والصخور الثقيلة من مدين على ظهور الجمال إلى بلادهم مع اتساع الشقة وبعد الطريق، ويرى أن من الصعب تصور نقلها في البحر الأحمر فالبحر العربي فالخليج؛ فإن ذلك يستدعي زمنًا طويلًا ومتاعب كثيرة، ثم إن النصوص لم تشر إلى ذلك. فمن المعقول أن تكون "مجان" في العربية الشرقية على ساحل الخليج١.

ويرى "كلاسر" أن "Magon Kolpos" الذي ذكره "بطلميوس" لا يعني "خليج المجوس" "Magorum Sinus" حتمًا، إذ يجوز أن يكون المراد منه "مجان" "Magan"، أي موضع "مجان" الذي نتحدث عنه٢. ويقع -في رأيه- على ساحل الخليج، وربما كان عند "القطن" "قطن", ويحتمل -في رأيه أيضا- أن يكون "Maka" المذكور في نص "دارا"٣.

ويرى "أوليري" أن "مجان" هي "Gerrha"، وتمثلها الأحساء في الزمن الحاضر, أما "ملوخا" "Meluhha" فتقع -في رأيه- جنوب الأحساء، في عمان. وقد استدل على ذلك بنص دُوِّن في عهد "سرجون" "٧٢٢-٧٠٥ ق. م."، جاء فيه أن مملكته بلغت مسيرة ١٢٠ "بيرو" من سقي نهر الفرات إلى "ملوخا" على ساحل البحر٤, وأن موضع "دلمون" "Dilmun" يقع على مسافة ٣٠ "بيرو" من رأس الخليج؛ فيجب أن يكون موضع "ملوخا" إذًا بعد موضع "دلمون". ولما كان موضع "دلمون" هو "تيلوس" "Tylus" في رأي أكثر العلماء، أي: البحرين؛ فإذن تكون أرض "مجان" وأرض "ملوخا" في العرض، وفي المواضع المذكورة٦. وذهب


١ المصدر نفسه.
٢ Glaser, Skizze, II, S. ٢٢٣. F. Forster, I, P. ٢٩٨, ٣٠٦, II, ٢١٥
٣ Skizze, II, S. ٢٢٥
٤ Schroder, Keilinschr. Verschiedenen Inhalts, Nol. ٩٢, O'Leary P. ٤٦
٥ "بيرو", وفي القراءات القديمة "قصبو" "قصبة" "Kaspu" عوضًا عن "بيرو", وهي مقياس للمسيرات، سومر، الجزء الثاني "١٩٤٩، من المجلد الخامس "ص١٣٤".
٦ O'leary, P. ٤٦. ff

<<  <  ج: ص:  >  >>