للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد عرفت القصائد التي يكون الشاعر فيها منصفًا في شعره، بالمنصفات، والمنصفة هي القصيدة التي يكون الشاعرفيها قد أنصف من تحدث عنه، فإذا كان في فخر واستعلاء على قوم فخر بقومه، وذكر في الوقت نفسه فضائل خصوم قومه، وشجاعتهم واستبسالهم في معاركهم مع قومه. ومن المنصفات قصيدة "العباس بن مرداس" السينية التي قالها في يوم "تثليث"، حيث غزت "سليم" مرادًا، فجمع لهم "عمرو بن معديكرب"، فالتقوا بتثليث، فصبر الفريقان، ولم تظفر طائفة منهما بالأخرى، فصنع العباس بن مرداس قصيدته المذكورة١.

وزعم علماء الشعر، أن الشعراء الجاهليين كانوا في سرقة الشعر مثل الشعراء الإسلاميين، فقد كان منهم من يسطو على شعر غيره، فيدخله في شعره، وينحله نفسه، أو يضمِّن شعره من معانيه، ولهم في ذلك بحوث. وذكروا أن من الشعراء الإسلاميين من سطا على شعر الشعراء الجاهليين، أو أخذ منه٢.


١ العمدة "٢/ ٢١٧".
٢ المصون "٦٦ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>