للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لتُنْسِيهم همومهم وفقرهم، حتى إن منهم من كان يبيع ما عنده ليشتري الخمر. وقد كان الشعراء يشربون ليستوحوا الوحي من الشرب، حتى إن الأعشى لما قدم ليسلم، فقيل له: إن الإسلام يحرم الخمر، توقف، ولم يسلم، إذ شق عليه هذا التحريم، ولم يتمكن بعضهم من تركها، فحدُّوا على شربها. وقد هرب ربيعة بن أمية بن خلف الجحمي، من بلاد الإسلام ولحق بالروم، لأن عمر جلده الحد في الخمر، وكان من آنف العرب وأسخاهم، فحلف أن لا يقيم بأرض حد فيها ولا يدين من حده، فحمله الأنف إلى أن آتى الروم فمات بها نصرنيًّا١. ويروى أنه قال:

لحقت بأرض الروم غير مفكر ... بترك صلاة من عشاء ولا ظهر

فلا تتركوني من صبوح مدامة ... فما حرم الله السُّلاف من الخمرِ

إذا أمرت تيم بن مرة فيكم ... فلا خيرَ في أرضِ الحجازِ ولا مصر

فإن يك إسلامي هو الحق والهدى ... فإني قد خليته لأبي بكر

ويذكر المعري أنه قد جرى له مع أبي بكر خَطْب، فلحق بالروم٢.


١ الاشتقاق "٨٠ وما بعدها"، الأغاني "١٣/ ١١٢".
٢ رسالة الغفران "٤٤٠ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>