للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالنظم الشعر، وعرفوا الشعربأنه "منظوم الكلام"١، غير أنهم كانوا يقولون أيضًا: "قال شعرًا"، و"هو يقول الشعر"، وفي القرآن: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُون} ٢، و {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ، أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ، وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ} ٣. ويقولون: قول شاعر.

والشعر في تعريف علمائه: "منظوم القول، غلب عليه لشرفه بالوزن والقافية"، وهو "الكلام المقفى الموزون قصدًا"٤، ومن صيروا الكلام نوعين: كلام منظوم، وكلام منثور. والفرق بينهما هو في وجود الوزن والقافية في الشعر، وفي عدم وجودهما في الكلام المنثور. وتوجد هذه النظرة عند أفلاطون، وفيتاغورس، وهي تختلف بعض الاختلاف عن رأي أرسطو في الشعر٥.

"وزعم الرواة أن الشعر كله إنما كان رجزًا أو قطعًا، وأنه إنما قُصِّد على عهد هاشم بن عبد مَنَاف، وكان أولَ من قصَّده مهلهلُ وامرؤُ القيس، وبينهما وبين مجيء الإسلام مائة ونَيِّف وخمسون سنة. ذكر ذلك الجمحي وغيره. وأول من طول الرجز وجعله كالقصيد الأغلب العجلي شيئًا يسيرًا، وكان على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم أتى العَجَّاج فافتَنَّ فيه فالأغلب العجلي والعجاج في الرجز كامرئ القيس ومهلهل في القصيدة"٦.

والقصيدة من الشعر ما تمَّ شطر أبياته، سمي بذلك لكماله وصحة وزنه. قال ابن جني: "سمي قصيدًا لأنه قصد واعتمد وإن كان ما قصر منه واضطرب بناؤه نحو الرَّمَل والرَّجَز شعرًا مرادًا مقصودًا. وذلك أن ما تَمَّ من الشعر وتوفر آثر عندهم وأشد تقدمًا في أنفسهم مما قصر واختلَّ، فسموا ما طال ووفر قصيدًا، أي مرادًا مقصودًا، وإن كان الرمل والرجز أيضًا مرادين مقصودين،


١ اللسان "٠/ ٥٧٨".
٢ [الحاقة، الآية ٤١] .
٣ [الشعراء، الآية ٢٢٤ وما بعدها] .
٤ اللسان "٤/ ٤١٠"، "شعر". الصاحبي "٢٧٣"، إرشاد السَّاري "٩/ ٨٨".
٥ إنحليزي
٦ بلوغ الأرب "٣/ ٨٣"، العمدة "١/ ٨٩ وما بعدها"، طبعة محمد محيي الدين عبد الحميد".

<<  <  ج: ص:  >  >>