للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن أبي وداعة عن جده قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر -رضي الله تعالى عنه- عند باب بني شيبة، فمر رجل وهو يقول:

يا أيها الرجل المحول رحله ... ألا نزلت بآل عبد الدار

هبلتك أمك لو نزلت برحلهم ... منعوك من عدم ومن إقتار

قال: فالتفت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى أبي بكر فقال: أهكذا قال الشاعر؟ قال: لا والذي بعثك بالحق، لكنه قال:

يا أيها الرجل المحول رحله ... الا نزلت بآل عند منف

هبلتك أمك لو نزلت برحلهم ... منعوك من عدم ومن إفراف

الخالطين فقيرهم بغنيهم ... حتى يعود فقيرهم كالكافي

ويكللون جفانهم بسديفهم ... حتى تغيب الشمس في الرجاف

منهم علي والنبي محمد ... القائلون هلم للأضياف

قال: فتبسم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: "هكذا سمعت الرواة ينشدونه" ١.

وكان أبو بكر أحد العلماء بالنسب في قريش، وكانوا إذا أرادوا الوقوف على نسب رجل جاءوا إليه يسألونه، فهو عالم من علماء قريش فيه.

وكان عمر بن الخطاب ممن يحفظون الشعر، ووصف بأنه كان عالمًا به٢ وبأنه "كان أعلم الناس بالشعر"، وكان يحكم على الشعر وينتقده، ولا يكاد يعرض له أمر إلا أنشد فيه بيت شعر٣، وأنه كان بصيرا به، حتى قيل عنه إنه كان "لا يكاد يعرض له أمر إلا أنشد فيه بيت شعر"٤، ورووا له أمثلة كثيرة من حفظه للشعر ومن حسن نقده له، ونفاذه في باطن معانيه ومحاسنه٥.


١ الأمالي، للقالي "١/ ٢٤١ وما بعدها".
٢ العمدة "١/ ٧٦"، البَيَانُ والتَّبْيينُ "١/ ٢٣٩".
٣ البَيَانُ والتَّبْيينُ "١/ ٢٤١ وما بعدها".
٤ البَيَانُ والتَّبْيينُ "١/ ٢٤١".
٥ العِقْدُ الفريد "٦/ ١٢٠ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>