للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القرآن، فخرج له: {وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيد} ١، فألقاه ونصبه غرضًا ورماه بالسهام، وقال:

تهددني بجبار عنيد ... فها أنا ذاك جبار عنيد

إذا ما جئت ربك يوم حشر ... فقل: يا رب مزقني الوليد٢

وكان إذا أراد الاستفسار عن شعر جاهلي خفي أمره عليه، أرسل إلى حماد يسأله عنه٣، كما كان يسأل غيره عنه كذلك.

وروي أنه نشر يومًا المصحف، وجعل يرميه بالسهام، وهو يقول:

تذكرني الحساب ولست أدري ... أحقًّا ما تقول من الحساب

فقل لله يمنعني طعامي ... وقل لله يمنعني شرابي

وأنه قال:

اسقياني وابن حرب ... واسترانا بإزار

فلقد أيقنت أني ... غير مبعوث لنار

واتركا من طلب الجنـ ... ـة يسعى في خسار

سأسوس النسا حتى ... يركبوا دين الحمار٤.

إلى غير ذلك من أشعار وأخبار، وروايات تتهجم عليه، نسبت بعضها إلى أهله وأقاربه، بل زعم أن الرسول لعنه في حديثه٥، ومثل هذه الأحاديث من الحديث الموضوع.


١ إبراهيم، الآية: ١٥.
٢ الخزانة "٢/ ٢٢٨"، "هارون"، الخزانة "١/ ٣٢٨"، "بولاق".
٣ الخزانة "٤/ ١٢٩"، "بولاق"، وورد بصورة أخرى تختلف بعض الاختلاف عن هذه الرواية، أمالي المرتضى "١/ ١٣٠".
٤ أمالي المرتضى "١/ ١٢٩"، ورويت بصورة أخرى، الأغاني "٧/ ٤٦"، رسالة الغفران "٤٤٤".
٥ أمالي المرتضى "١/ ١٢٩"، راجع رسالة الغفران حيث تجد بعض أشعاره "٤٤٤ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>