للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خزيمة" و"تميم بن مرة"، ثم أوصاهم بوصية، على الطريقة المألوفة التي نراها في الوصايا التي تنسب في العادة إلى المعمرين، ثم ختمها بإنشاده الأبيات المذكورة١.

"والمستوغر بن ربيعة بن كعب بن نهد"، من قدماء المعمرين، بقي بقاء طويلًا حتى قال:

ولقد سئمت من الحياة وطولها ... وازددت من عدد السنين مئينا

مائة أتت من بعدها مائتان لي ... وازددت من عدد الشهور سنينا٢

وذكر "ابن دريد" أن "المستوغر" عاش ثلاثماية وعشرين سنة، ولقّب "المستوغر" لقوله:

ينش الماء في الرّبلاتِ منها ... نشيش الرضف في اللبن الوغير٣

وذكر أنه أدرك الإسلام، أو كاد يدرك أوله. ونسبوا له قوله:

إذا ما المرءُ صمَّ فلم يكلّم ... وأودى سمعه إلا ندايا

ولاعب بالعشيّ بني بنيه ... كفعل الهرّ يحترش العَظايا

يلاعبهم وودّوا لو سقوه ... من الذيفان مترعةً ملايا

فلا ذاق النعيمَ ولا شرابًا ... ولا يشفي من المرض الشفايا٤

وزعم "أن المستوغر مرّ مرة بعكاظ يقود ابن ابنه خرفًا، فقال له رجل:


١ أمالي المرتضى "١/ ٢٣٢".
٢
ولقد سئمت من الحياة وطولها ... وازددت من عدد السنين مئينا
مائة أتت من بعدها مائتان لي ... وازددت من بعد الشهور سنينا
هل ما بقى إلا كما قد فاتني ... يوم يمر وليلة تحدونا
الشعر والشعراء "١/ ٣٠٠".
المزهر "٢/ ٤٧٥"، "وهو عمرو بن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم بن حر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر"، أمالي المرتضى، "١/ ٢٣٤"، المعمرون "٧"، المرزباني، معجم "٣١٣".
٣ الاشتقاق "١/ ١٥٤"، الشعر والشعراء "١/ ٣٠٠".
٤ أمالي المرتضى "١/ ٢٣٥"، ابن سلام، طبقات "٣٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>