للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لقد عُمّرت حتى لاأبالي ... أحتفي في صباحي أو مسائي

وحق لمن أتت مائتان عاما ... عليه أن يمل من الثواء

شهدت الموقدين على خزاري ... وبالسلان جمعا ذا زهاء

ونادمت الملوك من آل عمرو ... وبعدهم بني ماء السماء١

ومن جيد شعره قوله:

ارفع ضعيفك لا يحر بك ضعفه ... يوما فتدركه عواقب ما جنى

يجزيك أو يثني عليك وإن من ... أثنى عليك بما فعلت كمن جزى

وهو شعر نسبه "ابن قتيبة" إليه، غير أن من العلماء من نسبه لورقة بن نوفل، ومنهم من نسبه لغريض اليهودي، وقيل لابنه "سعية"، ومنهم من نسبه لشعراء آخرين٢.

أما المهلهل، فهو امرؤ القيس بن ربيعة بن مرة بن الحارث بن زهير بن جشم، وإنما سمي مهلهلا لبيت قاله لزهير بن جناب الكلبي:

لما توعر في الكراع هجينهم ... هلهلت أثأر جابرا أو صنبلا

وقيل إن اسمه كان عديًّا، وقد ذكره "امرؤ القيس" في شعره٣. ولقب مهلهلا لطيب شعره ورقته، أو لأنه أول من أرق المراثي، أو لأنه أول من قصد القصائد، وقال الغزل، فقيل: هلهل الشعر أي أرقه٤. وفيه يقول الفرزدق:


١ المعمرون "٢٦ وما بعدها".
٢ الشعر والشعراء "١/ ٢٩٦"، "حاشية رقم ٧".
٣
رفعت رأسها إلي وقالت ... يا عديا لقد وقتك الأواقي
ضربت صدرها إلي وقالت ... يا عديا لقد وقتك الأواقي
"وقال الصاغاني في التكملة: وليس البيت لمهلهل وإنما هو لأخيه عدي، ويروى البيت: ضربت صدرها، "السيوطي شرح شواهد المغني ٦٥٦"، "حاشية ٤"، الخزانة "١/ ٣٠٠"، "بولاق"، الأغاني "٤/ ١٣٩".
ضربت صدرها إليّ وقالت ... يا امرأ القيس حان وقت الفراق
٤ السيوطي، شرح شواهد "٢/ ٦٥٦ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>