للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو أحد أصحاب المنتقيات السبع، المدونة في كتاب: "جمهرة أشعار العرب".

وقد ذكره "لبيد" في شعره، فجعله و "مرقشا" من الشعراء الذين مهدوا السبيل لمن جاء بعدهم في نظم الشعر، فالشاعرون الناطقون الذين جاءوا بعدهما إنما سلكوا دروبهما في نظم الشعر:

والشاعرون الناطقون أراهم ... سلكوا سبيل مرقش ومهلهل١

وكان مهلهل القائم بالحرب ورئيس تغلب، فلما كان يوم قضة، وهو آخر أيامهم، وكان على تغلب، أسر "الحارث بن عبّاد" مهلهلا وهو لا يعرفه، فقال له الحارث: تدلني على عدي بن ربيعة المهلهل وأنت آمن؟ فقال له "المهلهل": إن دللتك على عدي فأنا آمن ولي دمي؟ قال: الحارث: نعم، قال: فأنا عدي١ فجز ناصيته وخلاه، وقال: لم أعرف. وفي ذلك يقول الحارث بن عباد:

لهف نفسي على عدي ... ولم أعرف عديا إذ أمكنتني اليدان

طُلَّ من طُلَّ في الحرب ولم ... يطلل قتيل أبأته ابن أبان٢

ثم خرج "مهلهل" فلحق باليمن، فنزل في "جنب"٣، فخطب إليه رجل منهم ابنته، فقال: إني طريد غريب فيكم، ومتى أنكحتكم قال الناس اعتسروه، فأكرهوه حتى زوجها، وكان المهر أدما، فقال:

أنكحَهَا فَقْدُها الأراقمَ في ... جنب وكان الحباء من أدم

لو بأبانين جاء يخطبها ... رُمل ما أنف خاطبٍ بدم

ثم انحدر، فلقيه "عوف بن مالك بن ضبيعة"، وهو أبو أسماء صاحبة


١ ديوان لبيد "٢٧٦"، "٣٩"، البيان والتبيين "٢/ ١٨٣".
٢ الشعر والشعراء "١/ ٢١٦ وما بعدها".
٣ حي من اليمن.

<<  <  ج: ص:  >  >>