للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واقنع من العيش ما أتاك به ... من قرّ عينًا بعيشه نفعه

قد يجمعُ المال غير آكله ... ويأكل المال غير من جمعه

ولا تهين الفقير علك أن ... تخشع يوما والدهر قد رفعه١

وقد أورد هذا الشعر القالي في أماليه عن "ابن دريد" عن "ابن الأنباري" عن ثعلب. وقد قال ثعلب: إنه قيل قبل الإسلام بدهر طويل. ورواه أيضا "ابن الأعرابي"، والجاحظ، وصاحب الحماسة البصرية، والشريف في حماسته، وابن قتيبة في كتاب الشعراء وصاحب الأغاني وغيرهم، بتقديم بعضها على بعض وطرح أبيات منها٢.

وقال "السيوطي": "عزاه ابن الأعرابي في نوادره للأضبط بن قريع من أبيات هي:

لكل ضيق من الأمور سعة ... والمسي والصبح لا بقاء معه

لا تهين الفقير علك أن ... تركع يومًا والدهر قد رفعه

وصل حبال البعيد إن وصل الـ ... ـحبل واقص القريب إن قطعه

واقبل من الدهر ما أتاك به ... من قرَّ عينا بعيشه نفعه

قد يجمع المال غير آكله ... ويأكل المال غير من جمعه

ما بال من غيُّه مصيبك لا ... تملك شيئا من أمره فدعه

حتى إذ انجلت عمايته ... أقبل يلجي وغيّه فجعه

أذود عن نفسه ويخدعني ... يا قوم من عاذري من الخدعه

قيل إن هذه الأبيات قيلت قبل الإسلام بدهر طويل. وقال في الحماسة البصرية هي للأضبط بن قريع السعدي من شعراء الدولة الأموية"٣.

وزعم أن هذا الشعر قيل قبل الإسلام بخمسمائة عام. "فقد نقل الشيخ خالد في التصريح أن هذا الشعر قيل قبل الإسلام بخمسمائة عام. وكان سبب هذا الشعر


١ الشعر والشعراء "١/ ٢٩٨ وما بعدها"، الأغاني "١٦/ ١٥٩"، اللآلئ "٣٢٦"، السمط "٣٢٦"، بلوغ الأرب "٣/ ١١٨".
٢ الخزانة "٤/ ٥٨٩".
٣ السيوطي، شرح شواهد "٤٥٣"، "شواهد عل".

<<  <  ج: ص:  >  >>