للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما أسلوبها فهو السجع، الأسلوب المتبع عند الكهان والخطباء، وهو وسط بين الكلام المرسل وبين الشعر.

و"أوس بن حجر بن معبد بن حزن بن خلف بن نمير بن أسيد بن عمرو" التميمي من شعراء تميم كذلك، وقد جعله بعضهم من الطبقة الثالثة وقرنه بالحطيئة ونابغة بني جعدة. ذكر أنه كان شاعر بني تميم في الجاهلية غير مدافع، وكان فحل العرب فلما نشأ النابغة طأطأ رأسه. وله ديوان مشروح١. وورد عن "أبي عمرو بن العلاء" قوله: "كان أوس فحل مضر حتى نشأ النابغة وزهير فأخملاه"٢. وقال عنه أبو ذؤيب: "وكان أوس عاقلًا في شعره كثير الوصف لمكارم الأخلاق، وهو من أوصفهم للحُمُر والسلاح ولا سيما للقوس، وسبق إلى دقيق المعاني وإلى أمثال كثيرة"٣. وكان شاعر تميم في الجاهلية غير مدافع٤. وكان غزلًا مغرمًا بالنساء٥، وكان قد بلغ الغاية في الصيد والقنص، يقضي الليل مع الوحش ليصطاد شيئًا منها، وفي ذلك يقول:

قصيٌّ مبيت الليل للصيد مطعم ... لأسهمه غار وبار وراصف٦

ويظهر من الشعر المنسوب إليه، أنه كان على اتصال بالحضر وبالنصارى، وقد جاء في شعره بمعان وبتعابير وألفاظ لم يستعملها غيره من الشعراء الجاهليين. فقد ذكر "الهر" والديك والخنزير في شعره، مثل قوله:

كأن هرًّا جنيبًا عند غرفتها ... والتف ديكٌ برجليها وخنزير


١ السيوطي، شرح الشواهد "١/ ١١٣ وما بعدها، "٣٩٩"، الموشح "٦٣"، رسالة الغفران "٢٧٤".
٢ الشعر والشعراء "١/ ١٣١"، الأغاني "١٠/ ٥ وما بعدها"، الخزانة "٢/ ٢٣٥" الموشح "٦٣"، "كان أوس شاعر مضر، حتى أسقطه النابغة وزهير"، الشعر والشعراء "١/ ١٣٤".
٣ الشعر والشعراء "١/ ١٣١".
٤ الشعر والشعراء "١/ ١٣٤".
٥ الخزانة "٢/ ٢٣٤ وما بعدها"، "بولاق".
٦ ديوان أوس "ص٧١"، رسائل الجاحظ "١/ ٧٢ وما بعدها، ٧٦"، "مناقب الترك".

<<  <  ج: ص:  >  >>