للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر أن الذي أسره غلام أهوج من "بني عمرو بن عبد شمس"، فانطلق به إلى أهله، فقالت له أم الغلام: من أنت؟ قال: أنا سيد القوم! فضحكت وقالت: قبحك الله من سيد قوم حين أسرك هذا الأهوج، وإلى هذا أشار بقوله:

وتضحك مني شيخة عبشمية ... كأن لم ترى قبلي أسيرا يمانيا١

وذكر أنه خاطب الشيخة بقوله: أيتها الحرة، هل لك إلى خير؟ قالت: وما ذاك؟ قال: أعطي ابنك مائة من الإبل وينطلق بي إلى الأهتم، فإني أخاف أن تنتزعني سعد والرباب منه، فضمن لها مائة من الإبل، وأرسل إلى "بني الحارث" فوجهوا بها إليها فقبضها العبشمي، وانطلق به إلى الأهتم، فقال عبد يغوث:

أأهتم يا خير البرية والدا ... ورهطا إذا ما الناس عدوا المساعيا

فمشت سعد والرباب إلى الأهتم فيه، فقالت الرباب: قتل فارسنا، وهو النعمان بن جساس، ولم يقتل لك فارس فدفعه إليهم، فأخذه "عصمة بن أبير" التميمي، فانطلق به إلى منزله، فقال عبد يغوث: يا بني تيم، اقتلوني قتله كريمة. فقال عصمة: وما تلك القتلة؟ قال: اسقوني الخمر ودعوني أنوح على نفسي، فجاءه عصمة بالشراب، فسقاه، ثم قطع عرقه الأكحل، وتركه ينزف، ومضى وجعل معه رجلين، فقالا لعبد يغوث: جمعت أهل اليمن، ثم جئت لتصطلحنا، كيف رأيت صنع الله بك فقال هذه القصيدة:

ألا لا تلوماني كفى اللوم ما بيا ... فما لكما في اللوم خير ولا ليا٢

ومما جاء في هذه القصيدة قوله:

أقول وقد شدوا لساني بنسعة ... أمعشر تيم أطلقوا عن لسانيا

وقد ذهب العلماء مذهبين في تفسيره، منهم من قال: إنه أراد افعلوا بي


١ السيوطي، شرح شواهد "٢/ ٦٧٦"، الخزانة "١/ ٣١٦"، "بولاق"، الأغاني "١٥/ ٧٣"، زيدان تأريخ آداب اللغة العربية "١/ ١٣٦ وما بعدها".
٢ الخزانة "١/ ٣١٤".

<<  <  ج: ص:  >  >>