للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والقارظان من عنزة، يقال إنهما خرجا في طلب القراظ يجتنيانه، فلم يرجعا فضرب بهما المثل فقالوا: "لا آتيك أو يئوب القارظان"، يضرب في انقطاع الغيبة. وفي هذا المثل قال أبو ذؤيب:

وحتى يئوب القارظان كلاهما ... وينشر في القتلى كليب ووائل١

وقد رُمي "بشر" بالإقواء في شعره٢، وقد نشر ديوانه٣. ومن أمثاله السائرة قوله:

ألم تر أن طول العهد يسلي ... وينسي مثلما نسيت جذام

وقوله:

يكن لك في قومي يد يشكرونها ... وأيدي الندى في الصالحين فروض٤

وذكر أنه أوصى ابنته بأن تذري الدمع عليه، وأن تبكي عليه البكاء الذي يستحقه، وكان من عادة أهل الجاهلية، التأكيد بلزوم البكاء والنوح على الميت، ويؤكدون الوصية بفعله، وفي هذا المعنى قول طرفة بن العبد:

فإن مت فانعيني بما أنا أهله ... وشقي عليّ الجيب يا أم معبد٥

و"عمرو بن حممة بن رافع بن حارث" الدوسي، أحد حكماء العرب من الأزد، شاعر قديم، ذكروا أنه عاش ثلاثمائة وتسعين سنة، وذكروا له شعرا، قالوا إنه قال فيه إنه جاوز الثلاثمائة من العمر، وأنه قد كبر، ولا بد وأن يأتيه يوم يموت فيه٦. وفي رواية أنه وفد على النبي، وهي خطأ لأنه مات في


١ بلوغ الأرب "٣/ ١٠٥".
٢ الشعر والشعراء "١/ ١٩٠".
٣ نشره الدكتور عزة حسن بدمشق، سنة ١٩٦٠م.
٤ بلوغ الأرب "٣/ ١٠٤ وما بعدها".
٥ أمالي المرتضي "١/ ٣٤٠ وما بعدها".
٦ المرزباني، معجم "١٧"، "فراج".

<<  <  ج: ص:  >  >>