للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا ليت شعري وهمّ المرء ينصبه ... والمرء ليس له في العيش تحريز

هل أجزينكما يوما بقرضكما ... والقرض بالقرض مجزيّ ومجلوز

"قال الأصمعي: ما قيلت قصيدة على الزاي أجود من قصيدة الشمّاخ في صفة القوس، ولو طالت قصيدة المتنخل كانت أجود"١. وهو من الجاهليين.

ومن شعره:

لا ينسئ الله منا معشر شهدا ... يوم الأميلح لا عاشوا ولا مرحوا

عقوا بسهم فلم يشعر له أحد ... ثم استفاؤوا وقالوا حبذا الوضح

التعقية: الاعتذار. وأصل هذا أن يقتل رجلًا من قبيلته، فيطلب القاتل بدمه، فتجتمع جماعة من الرؤساء إلى أولياء المقتول بديه مكملة ويسألونهم العفو وقبول الدية، فإن كان أولياؤه ذوي قوى أبوا ذلك، وإلا قالوا لهم: بيننا وبين خالقنا علامة للأمر والنهي، فيقول الآخرون: ما علامتكم؟ فيقولون أن نأخذ سهما فنرمي به نحو السماء، فإن رجع إلينا مضرجا بالدم، فقد نهينا عن أخذ الدية، وإن رجع كما صعد، فقد أمرنا بأخذها، وحينئذ مسحوا لحاهم وصالحوا على الدية، وكان مسح اللحية علامة للصلح. قال الأشعر الجعفي:

عقوا بسهم ثم قالوا ساهموا ... يا ليتني في القوم إذ مسحوا اللحى٢

وأورد "المرتضى" له شعرا في رثاء أبيه وأخيه أوله:

لعمرك ما إنْ أبو مالك ... بوان ولا بضعيف قواه

ومنه:

أبو مالك قاصرة فقره ... على نفسه ومشيع غناه٣

ومن شعره في الضيف:

ولا والله نادى الحي ضيفي ... هدوءا بالمساءة والعلاط


١ الشعر والشعراء "٢/ ٥٢٢".
٢ الخزانة "٢/ ١٣٧".
٣ أمالي المرتضى "١/ ٣٠٦ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>