للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد وصف بأنه شجاع فحل: "أول شعراء الفرسان، أول الفرسان الشعراء غزوا وأكثرهم ظفرا وأيمنهم نقيبة عند العرب وأشعرهم"١. غزا نحو مائة غزوة وما أخفق في واحدة منها، وأدرك الإسلام ولم يسلم، وخرج مع قومه يوم حنين مظاهرا للمشركين ولا فضل فيه للحرب، وإنما أخرجوه تيمنا به وليقتبسوا من رأيه، فقتل على شركه. وكان قد رأس قومه: "مالك بن عوف". فلما سأله "دريد" عن خطته في الحرب، سفه رأيه وأشار عليه بالرجوع فخالفه "مالك"، فلما التقوا بالمسلمين حلت الهزيمة بهم. وقتل "دريد"٢.

وكان "دريد" فارس بني "غطفان"، وقُتل أخوه "عبد الله"، فقَتَل به "ذوّاب بن أسماء بن زيد بن قارب"، وقال:

قتلت بعبد الله خير لداته ... ذواب بن أسماء بن زيد بن قارب٣

و"عامر بن الطفيل" من "بني عامر بن صعصعة" من الشعراء الذين أدركوا الإسلام، وقد وفد على الرسول، وهو يريد الغدر به، ثم رجع كافرا فمات وهو في طريقه إلى دياره بالطاعون٤. ورد في رواية أنه قال للرسول: "تجعل لي نصف ثمار المدينة، وتجعلني ولي الأمر من بعد وأسلم!؟ "٥. وهو الذي نافر "علقمة بن علاثة" إلى "هرم بن قطبة" الفزاريّ، حين أهتر عمه عامر بن مالك ملاعب الأسنة.

وكان فارس قيس، أعور عقيما لا يولد له، ولم يعقب، مغرورًا فخورًا بنفسه: ومن شعره قوله:

فإني وإن كنت ابن فارس عامر ... وسيدها المشهور في كل موكب


١ الخزانة "٤/ ٤٤٦".
٢ الخزانة "٤/ ٤٤٦ وما بعدها".
٣ الاشتقاق "٢/ ١٧٨".
٤ الطبري "٣/ ١٤٤"، "وفد بني عامر"، ابن هشام، سيرة "١/ ٣٣٧ وما بعدها"، "حاشية على الروض الأنف"، الخزانة "١/ ٤٧٣"، المعمرون "٦٠"، ابن كثير، تأريخ "٥/ ٥٦".
٥ الشعر والشعراء "١/ ٢٥٢".

<<  <  ج: ص:  >  >>