للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلا تدفنوني إن دفني محرم ... عليكم ولكن خامري أم عامر

إذا حملوا رأسي وفي الرأس أكثري ... وغودر عند الملتقى ثم سائري

هنالك لا أرجو حياة تسرني ... سمير الليالي مبسلا بالجرائر١

وذكر "المرتضى" أن هناك من نسب هذا الشعر إلى تأبط شرا٢. وقد نسبه "الجاحظ" إلى "تأبط شرا"، إذ قال: "وقال تأبط شرا:

فلا تقبروني إن قبري محرم ... عليكم ولكن خامري أم عامر

إذا ضربوا رأسي وفي الرأس أكثري ... وغودر عند الملتقى ثم سائري

هنالك لا أبغي حياة تسرني ... سمير الليالي مبسلا بالجرائر٣

ويختلف نص هذا الشعر بعض الاختلاف عن النصوص الأخرى٤.

ويذكر لما وقع بأيدي أعدائه، تفننوا في قتله، وأروه أصناف العذاب. قطعوا يده، وصاروا يسخرون منه، ويسألونه أين يدفنونه. فرد عليهم بمقطوعة رائعة، كما رثا يده بأرجوزة لما قطعوها، وقد ذكر أنه طلب منهم ألا يدفن، وإنما يلقى بجسده إلى الضباع. وروي أن رجلا من "بني سلامان" رماه بسهم في عينه فقتله، فقال "جزء بن الحارث" في قتله:

لعمرك للساعي أسيد بن جابر ... أحق بها منكم بني عقب الكلب٦


١ الشعر والشعراء، لابن قتيبة "١/ ٢٥"، "دار الثقافة".
فلا تقبروني إن قبري محرم ... عليكم ولكن أبشري أم عامر
إذا ضربوا رأسي وفي الرأس أكثري ... وغودر عند الملتقى ثم سائري
هنالك لا أبغي حياة تسرني ... سجيس الليالي مبسلا بالجرائر
حماسة أبي تمام "٢/ ٢٤ وما بعدها بولاق"، كارلو نالينو، تأريخ الآداب العربية "٧٣"، الخزانة "٢/ ١٨"، أمالي المرتضى "٢/ ٧٢ وما بعدها"، "إذا احتملت رأسي"، أسماء المغتالين "٢٣٢"، "المجموعة السادسة".
٢ أمالي المرتضى "٢/ ٧٢ وما بعدها".
٣ الحيوان "٦/ ٤٥٠".
٤ راجع العقد الفريد "١/ ٥٣"، "٤/ ٢١٩"، الحماسة "١/ ١٨٨"، المخصص "٣/ ٢٥٨".
٥ الشعراء الصعاليك "٣٣٥".
٦ أسماء المغتالين "المجموعة السادسة"، "ص٢٣٢".

<<  <  ج: ص:  >  >>