للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصاحبته بنت عجلان، أمة كانت لبنت "عمرو بن هند"، وفيه يقول:

يا بنت عجلان ما أصبرني ... على خطوب كنحت بالقدوم

ومن شعره المشهور هذا البيت:

ومن يلق خيرا يحمد الناس أمره ... ومن يغو لا يعدم على الغي لائما١

ويعد المرقش الأصغر أشعر من عمه، ويغلب على شعره الغزل، وهو أكثر صقلا، وأقرب مطابقة لأسلوب المتأخرين٢.

ومن شعراء اليمامة: "المتلمس"، وهو "جرير بن عبد المسيح"، وقيل "جرير بن عبد العزى"، وقيل غير ذلك، وهو من بني ضبيعة، وأخواله "بنو يشكر". وهو خال" طرفة"، لقب بالمتلمس لبيت قاله، هو:

فهذا أوان العرض حيا ذبابه ... زنابيره والأزرق المتلمس

وقيل إن اسم أبيه "عبد العزى"، وهو من أسماء الوثنيين، ويظهر أنه تنصر فسمى نفسه عبد المسيح٣.

وكان ينادم "عمرو بن هند" ملك الحيرة هو وطرفة بن العبد، فبلغه أنهما هجواه، فكتب لهما إلى عامله بالبحرين كتابين، أوهمهما أنه أمر لهما فيهما بجوائز، وكتب إليه يأمره بقتلهما، فاستراب "المتلمس" من الكتابين وعرض كتابه على غلام من أهل الحيرة، فقرأه فإذا فيه أمر بقطع يديه ورجليه، ودفنه حيا، فمزقه، ورماه في نهر الحيرة، وقال لطرفة: ادفع إليه صحيفتك يقرأها، فأبى وذهب إلى البحرين فقتله عامل "عمرو بن هند". وهرب المتلمس إلى بصرى


١ الشعر والشعراء "١/ ١٤٣ وما بعدها"، "فمن يلق خيرا"، أمالي المرتضى "٢/ ٢٤٦".
٢ بروكلمان "١/ ١٠٣".
٣ بروكلمان تأريخ الآداب العربية "١/ ٩٣"، الشعر والشعراء "١/ ١١٢ وما بعدها"، الخزانة "٣/ ٧٣"، "بولاق".
فهذا أوان العرض جن ذبابه ... زنابيره والأزرق المتلمس
السيوطي، شرح شواهد "١/ ٢٩٨"، الاشتقاق "١/ ١٩٣"، البيان "١/ ٣٧٥".

<<  <  ج: ص:  >  >>