للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن سلام: زاد الناس في قصيدة أبي طالب وطولت بحيث لا يدرى أين منتهاها، وقد سألني الأصمعي عنها فقلت صحيحة، فقال: أتدري أين منتهاها قلت لا، قلنا: وإنما طولت هذه القصيدة معارضة للطوال المعروفة بالمعلقات حتى لا يكون من شعر الجاهلية ما هو خير مما قال عم النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن في أصلها أبياتا هاشمية تفي بكثير من الطوال"١.

وقد تعرض "ابن سلام" -كما قلت- لهذه القصيدة فقال: "وقد زيد فيها وطولت. رأيت في كتاب كتبه يوسف بن سعد صاحبنا منذ أكثر من مائة سنة: وقد علمت أن قد زاد الناس فيها، فلا أدري أين منتهاها. وسألني الأصمعي عنها، فقلت صحيحة. قال: أتدري أين منتهاها؟ قلت لا أدري"٢.

ونسب أهل الأخبار لأبي طالب شعرا زعموا أنه قال لأبي لهب يحرضه فيه على نصرته ونصرة الرسول، فيه:

وإن امرأ أبو عتيبة عمه ... لفي روضة ما إن يسام المظالما٣

ونسبوا له قصيدة "دالية" ذكروا أنه نظمها لما مزقت "الصحيفة": صحيفة قريش، التي كتبوها في مقاطعة "بني هاشم أولها:

ألا هل أتى بحرينا صنع ربنا ... على نأيهم والله بالناس أرود

فيخبرهم أن الصحيفة مزقت ... وأن كل ما لم يرضه الله مفسد

ترواحها إفك وسحر مجمع ... ولم يلف سحر آخر الدهر يصعد٤

وقد أورد "الزبيري" منها هذه الأبيات:

جزى الله رهطا من لؤي تتابعوا ... على ملأ يهدي لحزم ويرشد

قعودا لدى جنب الحطيم كأنهم ... مقاولة بل هم أعز وأمجد

هم رجعوا سهل بين بيضاء راضيا ... فسر أبو بكر بها ومحمد

ألم يأتكم أن الصحيفة مزقت ... وإن كان ما لم يرضه الله يفسد


١ الرافعي، تأريخ آداب العرب "١/ ٣٨٤ وما بعدها".
٢ ابن سلام، طبقات "٦٠ وما بعدها".
٣ سيرة ابن هشام "١/ ٢٣٠"، "حاشية على الروض".
٤ سيرة ابن هشام "١/ ٢٣٣ وما بعدها"، "حاشية على الروض الأنف".

<<  <  ج: ص:  >  >>