للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقال إن معاوية قال: لقد وضعت رجلي في الركاب يوم صفين وهممت بالفرار، فما منعني من ذلك إلا قول "ابن الإطنابة" الشعر المذكور١.

ونسب "أبو الفرج" الأصبهاني إلى "أحيحة بن الجلاح بن الحريش "الجريش؟ " بن جحجبي بن كلفة" الأوسي قوله:

لتبكين قنية ومزمرها ... ولتبكيني قهوة وشاربها

ولتبكيني ناقة إذا رحلت ... وغاب في سربخ مناكبها

وهي أبيات قبلها:

يشتاق قلبي إلى مليكة لو ... أمست قريبا لمن يطالبها

ماأحسن الجيد من مليكة والـ ... ـلبات إذ زانها ترائبها

وقد نسبها بعض آخر لعدي بن زيد العبادي، ونسبها بعض آخر لبعض الأنصار٢.

و"أحيحة بن الجلاح"، من سادات الأوس. وكان سيدهم في زمانه، وكان شاعرا. وكانت عنده "سلمى بنت عمرو" من بني النجار، وأولاده منها إخوة "عبد المطلب"٣ وهو من أصحاب المذهبات.

وقد ذكر "ابن الشجري"، أنه وجد في كتاب لغوي أن الشعر المذكور منسوب إلى "عدي بن زيد"، وقد تصفح نسختين من ديوان عدي فلم يجده فيهما، وإنما وجد له قصيدة على هذا الوزن وهذه القافية أولها:

لم أر مثل الأقوام في غبن ال

...

أيام ينسون ما عواقبها

وذكر "البغدادي" أن "الأصبهاني" اقتبسه في "الأغاني" لأحيحة٥.

وقد ذكر أهل الأخبار أن "أحيحة" كان في أيام التبع "أبو كرب بن حسان بن تبع بن أسعد" الحميري، وأن هذاالتبع لما عاد من العراق يريد


١ المرزباني، معجم "٨ وما بعدها".
٢ السيوطي، شرح شواهد "١/ ٤١٧".
٣ الاشتقاق "٢٦٢".
٤ الأغاني "١٣/ ١١٩"، زيدان، تأريخ آداب اللغة العربية "١/ ١٤٩".
٥ الخزانة "٢/ ٢٠ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>