للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانت تحارب معه١, وكانت تلك الجماعة من الأعراب الراكبين للجمال, وذلك في سنة "٥٣٩" قبل الميلاد٢.

ويتبين من مراجعة الموارد اليونانية التي تعرضت لتأريخ وجغرافية العراق، أن اليونان أخذوا يطلقون لفظة "Arabioi" من هذا الوقت فما بعده بمعنى "العرب" و"عرب أي: علم لقوم وشعب على نحو ما كانوا يطلقون من أسماء على الشعوب الأخرى. وقد ذكروهم في جملة شعوب الجزيرة، أي "Mesopotamia". وقد أخذوا ذلك من "الأيونيين" "Ionien". وعلى هذا فسيكون مراد "أكسينوفون" وغيره من العربية الأرض التي غلب عليها العرب. ومعنى هذا توسع العرب في زحفهم وتقدمهم نحو الشمال وتغلبهم على أرضين جديدة كان سكانها من بني إرم وغيرهم، وتعرب كثير من بني إرم وتكوين طبقة عربية مستعربة٣.

ولما قام "قمببز" الثاني "قمباسوس" "Cambyses" بغزو مصر سنة "٥٢٥ ق. م." وطلب معونة العرب, أمدوه بالجمال وبالماء، وساعدوه مساعدة كبيرة لولاها لما تمكن من الوصول إلى مصر. ويزعم "هيرودوتس" أن "فانس" "Phanes"، الذي خان سيده فرعون مصر، فهرب منه وذهب خلسة إلى "قمبيز" وحثه على فتح مصر، أشار على الملك بأن يستعين بالعرب ليساعدوه في اجتياز الصحراء, وكان الملك يفكر في الصعوبات التي ستعترض جيوشه في قطع تلك الفيافي والقفار, ومن أهمها قلة الماء. فلما اقتنع الملك بصواب رأي "فانس" وصدقه، أرسل رسولًا إلى ملك العرب ليتفاوض معه في هذا الأمر، فوافق العرب على تقديم المساعدات فهيئوا قِرَبًا كثيرة ملئوها بالماء، وحملوها على ظهور جمالهم حيث قدموها إلى الفرس٤.

ولم يشر "هيرودوتس" إلى اسم الملك العربي الذي وافق على تموين الجيش الفارسي بما يحتاج إليه في حملته على مصر بالماء، ولم يشر أيضا إلى الأرض التي


١ Die Araber, I, S. ١٧١, Xenophon, Cyrup. ٧, ٥, ١٤
٢ Xenophon, Kyrupadie, Vii, ٤, ١٦, ٥, ١٣, Grohraann, Arabien S. ١٧١
٣ Die Araber, I, S. ١٦٥
٤ G. Rawlinson, The History of Herodotus, I, P. ٢١١, ٢١٣, The Cambridge Ancient History, IV, P. ٢٠, Herodotus ٣, ٤, ٧, Die Araber, I, S. ١٦٧

<<  <  ج: ص:  >  >>