للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبها تلاميذ على قذفاتها ... حبسوا قياما فالفرائص ترعد

وهذا الشعر:

صاغ السماء فلم يخفض مواضعها ... لم ينتقص علمه جهل ولا هرم

لا كشفت مرة عنا ولا بليت ... فيها تلاميذ في أقفائهم دغم

وهذا البيت، الذي هو من الشعر الأول:

فمضى وأصعد واستبد إقامة ... بأولى قوى فمبتل ومتلمد١

وروى أهل الأخبار قصصا عنه، وهو من نوع القصص الذي يروى وقوعه للأنبياء، مثل تكليم الجن له، ووقوع طير على صدره، وشقه له، لتنظيف قلبه، في قصة أخذت من خبر غسل قلب الرسول ولا شك. ثم حكاية شعوره بدنو أجله، ووفاته٢. وقد حاول وضاع هذا القصص تبجيل "أمية" وإعطائه قدسية خاصة وإظهاره بمظهر الصالحين حتى كاد الوحي ينزل عليه لولا ظهور الرسول. وقد حاول بعض أهل الأخبار تخفيف أثر ما روي عن معارضة "أمية" للإسلام، ومنهم من أماته قبل الإسلام، وبذلك خلصه من تهمة اشتراكه مع المشركين في محاربة الإسلام. وهي روايات يظهر أنها ظهرت في أيام الحجاج، وبتأثير منه.

وأكثر ما نسب إليه من شعره محمول عليه، ونجد في كتاب "البدء والتأريخ" لمطهر بن طاهر المقدسي شعرا فيه عبارات وألفاظ قرآنية، لا شك في أنها مصنوعة، وقد حملت عليه. وقد ذهب "كليمان هوار" إلى أن شعره كان من مصادر القرآن، ومعنى هذا أنه شعر صحيح قاله "أمية" قبل الإسلام، فتعلمه الرسول منه، ونزل به الوحي. وقد عارضه "بروكلمان" وآخرون من طائفة المستشرقين، وهم يرون أن هذاالشعر قد صنع ونسب إليه في عهد مبكر، ربما كان في القرن


١ رسالة التلميذ، لعبد القادر بن عمر البغدادي "٢٢٢ وما بعدها"، من "نوادر المخطوطات"، "تحقيق عبد السلام هارون"، "المجموعة الثانية، القاهرة ١٩٥١م".
٢ الإصابة "١/ ١٣٥".

<<  <  ج: ص:  >  >>