للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا والله لا أشربها أبدا١

ومن شعره:

إذا مت فادفني إلى جنب كرمة ... تروي عظامي بعد موتي عروقها

ولا تدفنني في الفلاة فإنني ... أخاف إذا ما مت أن لا أذوقها

أباكرها عند الشروق وتارة ... يعاجلني عند المساء غبوقها

وللكأس والصهباء حق معظم ... فمن حقها أن لا تضاع حقوقها

وحدث من رأى قبر "أبي محجن" أنه نبتت عليه ثلاثة أصول كرم وقد طالت وأثمرت وهي معرشة على قبره. ولكنهم عندما تحدثوا عن موضع قبره، اختلفوا فيه، فقال بعض منهم إنه في نواحي أذربيجان، وقال قوم بجرجان٢.

ويظهر أنهم اختلقوا قصة ظهور الكرم على قبره من الشعر المتقدم.

ذكر بعض الرواة أن "أبا محجن" هوي امرأة من الأنصار، يقال لها "شموس" فحاول النظر إليها، فلم يقدر، فآجر نفسه من بناء يبني بيتا بجانب منزلها فأشرف عليها من كوة فأنشد:

ولقد نظرت إلى الشموس ودونها ... حرج من الرحمن غير قليل

فاستعدى زوجها عمر فنفاه، وبعث معه رجلا يقال له أبو جهراء، فلما رأى "أبو جهراء" من أبي محجن سيفا هرب منه إلى عمر، فكتب "عمر" إلى "سعد" يأمره بسجنه فسجنه٣.

وذكر "بروكلمان" أن "أبا محجن" لم يزل يشرب الخمر حتى نفاه "عمر" إلى "باصع"، وهي مدينة "مصوع" على ساحل الحبشة. وتوفي بها بعد مدة.


١ السيوطي، شرح شواهد "١/ ١٠١ وما بعدها"، الأغاني "٢١/ ١٣٧"، الخزانة "٣/ ٥٥٠" ابن سلام، طبقات "٢٢٥"، المؤتلف "٩٥"، الإصابة "٤/ ١٧٣" "رقم ١٠١٧"، الشعر والشعراء "١/ ٣٣٦ وما بعدها"، طبقات ابن سلام "٦٨ وما بعدها".
٢ السيوطي، شرح شواهد "١/ ١٠٣"، "إلى أصل كرمة"، ديوانه "ص١٤"، "ليدن ١٨٨٧"، "تحقيق ABEL"، عيون الأخبار، لابن قتيبة "١/ ٣٨"، "القاهرة ١٣٢٤"، كارلو نالينو، تأريخ الآداب العربية "١٠٩"، الاستيعاب "٤/ ١٨١ وما بعدها"، "حاشية على الإصابة".
٣ الإصابة "٤/ ١٧٤"، "رقم ١٠١٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>