رأيي في أن قصر "السموأل"، أي حصنه من الحصون القديمة هو ما ورد في شعر "الأعشى" من أنه من أبنية "سليمان" ومن ورود لفظة "عاديا" في شعر الأعشى كذلك، وفي شعر السموأل:
بنى لي عاديا حصنا حصينا ... وعينا كلما شئت استقيت
ولفظة "عاديا"، وإن صيرت اسم علم لرجل، لكني أعتقد أنها ليست علما، وإنما تعني القدم، فالعادي عند العرب القديم جدا، ولو كان "عاديا" جد "السموأل"، فكيف نوفق بين الشعر المذكور المنسوب إلى الأعشى الذي يزعم أنه من أبنية سليمان، ثم قولهم إن "عاديا" من أجداد السموأل، ثم قولهم إنه من الحصون القديمة، وأنه تعزز على "الزباء" لما أرادت فتحه، في الأسطورة التي يرويها أهل الأخبار، والتي تدل على قدم الحصن. ولكن ليس من المستبعد أن يكون أحد أجداد السموأل، قد جدد في بنائه ورممه لإصلاح ما أفسده الزمان منه، وأما الحصن نفسه فربما كان من بقايا أبنية البابليين بتيماء، فقد كانت "تيماء" معروفة في أيام "البابليين"، وموجودة في أيامهم، بدليل أن "نبونيد" ملك بابل جاء إليها فاتخذها أمدا عاصمة له.
وقصة وفاء السموأل قصة مشهورة، وقد تحدثت عنها، وذكر أن السموأل لما أبى دفع الدروع إلى الملك، وشاهد منظر ذبح ابنه، قال في ذلك:
وفيت بأدرع الكندي إني ... إذا ما خان أقوام وفيت
وقالوا عنده كنز رغيب ... فلا وأبيك أغدر ما مشيت
بنى لي عاديا حصنا حصينا ...
وبئرا كلما شئت استقيت١
وتعد قصيدة السموأل التي مطلعها:
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه ... فكل رداء يرتديه جميل
من أجمل القصائد السلسة المنظومة في الوفاء وفي الفخر. وقد سجلت ثمانية أبيات منها في الكتاب المسمى:"تأريخ ملوك العرب الأولية من بني هود وغيرهم"