للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السموأل" ليفكه من الأسر. وكان الأعشى على ما يقوله الرواة قد هجا رجلا من "كلب"، فظفر به الكلبي وأسره، وهو لا يعرفه، فنزل بشريح بن السموأل وأحسن ضيافته، ومر بالأسرى، فناداه الأعشى بهذه القصيدة، فجاء شريح إلى الكلبي، وتوسل إليه بأن يهبه، فوهبه إياه، فأطلقه. وقال له: أقم عندي حتى أكرمك وأحبوك، فقال له الأعشى: إن تمام إحسانك إلي أن تعطيني ناقة ناجية، وتخليني الساعة، فأعطاه ناقة ناجية، فركبها ومضى من ساعته. وبلغ الكلبي أن الذي وهبه لشريح هو الأعشى، فأرسل إلى شريح ابعث إلي الأسير الذي وهبت لك حتى أحبوه، فقال: قد مضى، فأرسل الكلبي في أثره، فلم يلحقه"١.

وقد اختلف في اسم "شريح" الذي خلص "الأعشى" من الأسر، فقد ذكر أنه "شريح بن حصن بن عمران بن السموأل"، وذكر أنه "شريح بن عمرو الكلبي" لا كما دعاه بذلك "ابن قتيبة"٢.

وذكر "بروكلمان" اسم شاعر آخر من شعراء "آل عاديا"، هو الشاعر "سعيد بن الغريض" "سعيد بن غريض"، أخو السموأل. كما ذكر اسم "شعبة" حفيد السموأل٣. وقد ذهب "نولدكه" إلى أن "الغريض" لم يكن أخا للسموأل، بل ابنا له، وأن ما ذهب إليه "أبو الفرج الأصبهاني"، من أن "غريضا" كان أخا له، خطأ، لأن "شعبة"، كان قد اعتنق الإسلام وعاش إلى زمان الخليفة "معاوية"، أي إلى زمن بعيد عن "السموأل"، بل لا بد من أن يكون حفيدا له. أي أن الغريض كان ابنا للسموأل، وقد جعله يعيش في حوالي السنة "٦٠٠" للميلاد، وجعل أيام "السموأل" في حوالي السنة "٥٥٠" للميلاد٤.


١ الأغاني "١٩/ ٩٩ وما بعدها"، ديوان الأعشى "١٢٦ وما بعدها"، "تحقيق رودلف كاير"، "rudolf geyer"، لندن ١٩٢٨م"، ديوان الأعشى الكبير "١٧٩"، "تحقيق الدكتور م. محمد حسين".
٢ الشعر والشعراء "١/ ١٨٢ وما بعدها".
٣ بروكلمان، تأريخ الأدب العربي "١/ ١٢٢" تأريخ دمشق، لابن عساكر "٤/ ١٥٧".
٤ Th. Noldeke, Beitrage Zur Kenntniss der Poesie der Alten Araber, S. ٦٤, Hannouver, ١٨٦٤

<<  <  ج: ص:  >  >>