للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويرد فضلها على الجار؟ قال: باقية. قال: أتبيعها؟ قال: نعم. قال: بكم؟ قال: بستين ألف دينار ولولا خلة أصابت الحي لم أبعها. قال: لقد أغليت! قال: أما لو كانت لبعض أصحابك لأخذتها بستمائة ألف، ثم لم تبال. قال: أجل. قال: فإذا بخلت بأرضك فأنشدني شعر أبيك الذي يرثي به نفسه. قال: قال أبي:

يا ليت شعري حين أندب هالكا ... ماذا تؤبنني به أنواحي

أيقلن لا تبعد فرب كريهة ... فرجتها بشجاعة وسماح

لقد ضربت بفضل مالي حقه ... عند الشتاء وهبة الأرواح

ولقد أخذت الحق غير مخاصم ... ولقد رددت الحق غير ملاحي

وإذا دعيت لصعبة سهلتها ... أدعى بأفلح مرة ونجاح١

فقال: أنا كنت بهذا الشعر أولى من أبيك! قال: كذبت ولولا مت. قال: أما كذبت فنعم. وأما لولا مت فكيف ولِمَ؟ قال: لأنك أنت ميت الحق في الجاهلية وميته في الإسلام. أما في الجاهلية فقاتلت النبي صلى الله عليه وسلم، وكذبت الوحي حتى جعل الله تعالى كيدك المردود. وأما في الإسلام، فمنعت ولد النبي صلى الله عليه وسلم الخلافة وما أنت وهي! وأنت طليق. فقال معاوية: قد خرف الشيخ فأقيموه. فأخذ بيده فأقيم٢.

وقد ذكر "ابن حجر" موجز هذه القصة، أخذه من "ابن أبي طيء" وقد رواها "عمر بن شبة" بسنده إلى "الهيثم بن عدي"، وذكر أن اسمه "سعنة بن عريض بن عاديا" التيماوي، نسبه لتيماء، وهو ابن أخي السموأل. ثم قال: "وحكى الخلاف في سعنة هل هو بالنون أو الياء؟ ووردت له أشعار في مجالس ثعلب، وروي أن من شعره قوله:

معتقة كانت قريش تعافها ... فلما استحلوا قتل عثمان حلت٣

وقد نسب "ابن نباتة" في شرحه لرسالة "ابن زيدون" القصيدة المذكورة


١ تجد هذه الأبيات بشكل آخر في طبقات ابن سلام "٧٢".
٢ th. Noldeke, beitrage
٣ الاصابة "٢/ ٤١"، "رقم ٣٢٤٥"، "٢/ ١١٢"، "٣٦٨٦".

<<  <  ج: ص:  >  >>