للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ورد في "اللسان" وفي "التاج" على هذه الصورة:

في فتو حسن أوجههم ... من إياد بن نزار بن مضر١

وعندي أن هذا البيت من الشعر المصنوع، لأن هذا النسب، لم يعرف إلا في الإسلام، ولا يوجد دليل يثبت وقوف الجاهليين عليه. وهو على الصورة التي ورد عليها في لسان العرب وفي تاج العروس خطأ، لأن نزارا ليس ابن مضر في عرف أهل الأنساب، كما سبق أن تحدثت عن ذلك في باب العرب المتعربة.

وقد نسب هذا البيت إلى "الحارث بن دوس الإيادي"٢.

ونجد الشاعر يرثي رجلا اسمه "أبو بجاد"، نعته بـ "أبي الأضياف في السنة الجماد"، وهذا الوصف هو من الأوصاف الدالة على غاية الكرم، إذ يلجأ الناس إليه في أيام الجوع وانحباس المطر وحصول القحط، حيث يجب أن يبخل الإنسان بماله من الإسراف في إنفاقه، أما هو فلكرمه لا يحفل بسنة المحل سنة الجماد، بل يعطي وينفق على كل من يلجأ إليه مستجيرا. ولا نعلم من خبر "أبي بجاد" هذا شيئا يذكر٣. وقد ورد في "تاج العروس": وأبو البجاد شاعر سمي ببيت قاله:

فويل الركب إذ آبوا جياعا ... ولا يدرون ما تحت البجاد٤

ولكن هل توجد صلة بين "أبي بجاد" الممدوح، وبين "أبي البجاد" الشاعر؟ وجوابي: لا.

وقد أشار "أبو دؤاد" إلى قتال وقع بين "بني شهران" وبين قوم آخرين لم يشر إلى اسمهم، وذلك في هذا البيت:

ولت رجال بني شهران تتبعها ... خضراء يرمونها بالليل من شمم٥


١ اللسان "٣/ ٧٧"، "أيد"، تاج العروس "٢/ ٢٩٣"، "آد".
٢ العمدة "٢/ ٧٩".
٣ تاج العروس "٥/ ٩٩"، "هض"، اللسان "٩/ ١١٦"، "هض".
٤ تاج العروس "٢/ ٢٦٤"، "بجد".
٥ غرونباوم، دراسات "٥٦".

<<  <  ج: ص:  >  >>