للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت "إياد" تفخر بشاعرها "أبي دؤاد"، وتقول: منا أجود العرب: كعب بن مامة، ومنا أشعر الناس: أبو دؤاد، ومناأنكح الناس: أبو الغز١. وقد ادعت إياد أن الشعر بدأ بها، لأنه بدأ بأبي دؤاد٢.

وقد استشهد علماء شواهد النحو ببيت له، هو:

ربما الجامل المؤبل فيهم ... وعناجيج بينهن المهار

وقد ذكر السيوطي أنه من قصيدة طويلة عدتها ثمانية وسبعون بيتا٣.

وقد عده بعض أهل الأخبار في الشعراء المقلين٤. ونجد له شواهد في الاتعاظ والأمثال وفي الشعر الجيد وفي أمور النحو، وفي البديع٥. "ولدينا أحد عشر مطلعا لإحدى عشرة قصيدة من قصائد أبي دؤاد وكلها مصرّعة"٦. ويرى "غرونباوم" قلة ما في شعر "أبي دؤاد" من الإقواء، فلم يقف في شعره إلاعلى إقواءين، ووجد بيتين، أحدهما من الرجز والآخر من الوافر، يبدو فيهما شيء من عدم الاستواء. وله مزايا خاصة استعملها في تفعيلات الخفيف. وأرى أن التشعيت الذي لاحظه "العيني" في الأصمعية "٧٢"، "لا يعد خطأ، بل هو مظهر من مظاهر التطور الفني في هذاالوزن، مظهر استنكر أو نسي مع الزمن حين ظهر علم العروض، بعد حوالي قرنين من وفاة أبي دؤاد"٧.

وقد شرح ديوان "أبي دؤاد" العالم "ابن السكيت"، وقد نقل منه "البغدادي" في الخزانة٨. وقد ذكر "البغدادي" أن "لأبي دؤاد" ديوانا وقف عليه وأخذ منه، غير أنه لم يذكر اسم جامعه٩. وفي الشعر المنسوب إليه


١ السيوطي، شرح شواهد "١/ ٣٥٩"، الأغاني "١٥/ ٩٧ وما بعدها".
٢ المزهر "٢/ ٤٧٧"، "تنقل الشعر في القبائل".
٣ الخزانة "٤/ ١٨٩ وما بعدها"، "بولاق".
٤ المزهر "٢/ ٤٨٦"، "المقلون من الشعراء".
٥ راجع البيت الخامس عشر من الأصمعية ٢٩، والبيت الثالث من القطعة "٤٨"، غرونباوم "٢٦٢"، الباقلاني، إعجاز "٧٩"، النويري "٧/ ١١٢".
٦ غروناوم "٢٦٦".
٧ غرونباوم "٢٦٧ وما بعدها".
٨ الخزانة "٤/ ١٩٠".
٩ الخزانة "١/ ٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>