للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهي قصيدة ذكر فيها أنه عاش أكثر من مائة سنة، ثم ذكر الله، وأنه حق، وأنه كان مؤمنا به، وأن أيامنا معدودات، ولا يدوم ويبقى إلا الله الذي أهلك تبعا ولقمان بن عاد وعاديا، وأهلك ذا القرنين، وفرعون، ثم ذكر النعمان، وكيف حكم، ثم جاء يوم غير كل شيء. وقد قال الأصمعي، إنها ليست لزهير، ويقال هي لصرمة الأنصاري، ولا تشبه كلام زهير١. وربما كانت من المصنوعات، صنعها من صنع من أمثالها من شعر الوعظ والإرشاد، فنسبه إلى الجاهليين.

ونجد "أبا طالب" يقسم بالله في شعره، فيقول في قصيدة له، يخاطب بهاالرسول، إنك جئت بدين سمح، هو من خير أديان البرية دينا، ولولا الملامة، أو حذار سبة، لوجدتني سمحا بذاك مبينا٢.

وروي أن "لبيد بن ربيعة" الشاعر المخضرم، كان من المتألهين في الجاهلية وأنه نظم قوله:

ألا كل شيء ما خلا الله باطل ... وكل نعيم لا محالة زائل

قبل الإسلام، أو عند ظهوره. وأن الرسول قال: "أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل" ٣.

وروي أن له أبياتا تشير إلى التوحيد والصلاح، والخير، هي:

إن تقوى ربنا خير نفل ... وبإذن الله ريثي وعجل

وقوله:

أحمد الله فلا ند له ... بيديه الخير ما شاء فعل

وقوله:

من هداه سبل الخير اهتدى ... ناعم البال ومن شاء أضل٤


١ الخزانة "٣/ ٥٨٨ وما بعدها"، "بولاق".
لن يصلوا إليك بجمعهم ... حتى أوسد في التراب دفينا
السيوطي، شرح شواهد "٢/ ٦٨٦ وما بعدها".
٣ الشنقيطي، شرح المعلقات "٣٥، ٣٨".
٤ رسالة الغفران "٢٦٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>