للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا صدقنا بمعلقة "عبيد بن الأبرص"، وأخذنا بصدق الأبيات:

من يسأل الناس يحرموه ... وسائل الله لا يخيب

بالله يدرك كل خير ... والقول في بعضه تلغيب

والله ليس له شريك ... علام ما أخفت القلوب١

بل يجب عده من الأحناف الموحدين، الذين آمنوا بإله واحد لا شريك له.

وهو في نظري شعر إسلامي، ويبعد أن يكون من نظم ومن نفس شاعر جاهلي. وقد ذهب "ابن الأعرابي"، إلى أن البيت الأول هو لشاعر آخر، هو: يزيد بن ضبة الثقفي٢.

و"عمرو بن الإطنابة" سيد الخزرج في أيامه من هذا الرعيل الذي ذكر اسم الله في شعره، إذ ذكره بقوله:

إني من القوم الذين إذا انتدوا ... بدأوا بحق الله ثم النائل

وانتدوا: جلسوا في النادي. فهو يبدأ بذكر الله، وبحقه، إذا ما جلس في النادي٣.

وورد اسم "الله" في شعر لخداش بن زهير:

تقوه أيها الفتيان إني ... رأيت الله قد غلب الجدودا٤

ونجد ذكر الله في شعر "صريم بن معشر بن ذهل" التغلبي، وكان قد لقي كاهنا، فسأله عن موته، فقال له: إنك تموت في موضع يقال له "الإهة"، فمكث زمانا ثم سار إلى الشام في تجارة ثم رجع في ركب من "بني تغلب"، فضلوا الطريق، ثم أتوا موضعا اسمه "الإهة" قارة بالسماوة، فلدغته حية، ثم تذكر قول الكاهن، فقال:


١ شرح القصائد العشر، للتبريزي "٥٤١ وما بعدها"، البيت"١٨ وما بعده" من المعلقة، الحيوان "٣/ ٨٩"، الشنقيطي، شرح المعلقات "٢٢١"، السيوطي، شرح شواهد "١/ ٢٦٦".
٢ الشنقيطي "٢٢١"، الخطيب التبريزي، شرح القصائد العشر "٥٤١".
٣ المرزباني، معجم "٨"، "فرج".
٤ العمدة "٢/ ٢٧١".

<<  <  ج: ص:  >  >>