للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن صخرا لتأتم الهداة به ... كأنه علم في رأسه نار

وذكر أنها زارت "عائشة" وتحدثت معها١.

وروي أنها حضرت حرب القادسية ومعها بنوها أربعة رجال، فحثتهم على القتال والاستماتة فقتلوا جميعا، فقالت: الحمد لله الذي شرفني بقتلتهم. وكان "عمر" أمر أن تعطى الخنساء أرزاق أولادها الأربعة حتى توفي٢، وله قصة معها، وذكر أنه لما طلب منها أن تكف عن البكاء، قال لها: "ما الذي أقرح ما في عينيك؟ قالت: البكاء على سادات مضر، قال: إنهم هلكوا في الجاهلية، وهم أعضاد اللهب وحشو جهنم. قالت: فداك أبي وأمي فذلك الذي زادني وجعا". ثم طلب منها أن تنشده من شعرها، فأنشدته:

سقى جدثا أعراق غمرة دونه ... وبيشة ديمات الربيع ووابله٣

و"خفاف بن ندبة"، هو "خفاف بن عمير بن الحارث بن الشريد بن رياح بن يقظة بن عصية" ويكنى أبا خراشة، وهو ابن عم الخنساء و "ندبة" أمه. وهو شاعر مشهور من المخضرمين، وله شعر يمدح به "أبا بكر"، وبقي إلى زمن "عمر"، وكان أسود حالكا٤. شهد الفتح وكان معه لواء "بني سليم"، وذكر "الأصمعي"، أنه ودريد أشعر الفرسان. وله يقول: العباس بن مرداس:

أبا خراشة أما أنت ذا نفر ... فإن قومي لم تأكلهم الضبع٥

ويعد من فرسان قيس وشعرائها المذكورين.

وضابئ بن الحارث بن أرطأة البجرمي، وسويد بن كراع العكلي، والحويدرة الذبياني، واسمه قطبة بن أوس بن محصن بن جرول، وسحيم عبد بني الحسحاس الأسديين، من طبقة واحدة، تكون الطبقة التاسعة في "طبقات الشعراء "،


١ المحاسن والأضداد "٩٣".
٢ السيوطي، شرح شواهد "١/ ٢٥٤".
٣ المحاسن والأضداد "٩٤".
٤ السيوطي، شرح شواهد "١/ ٣٢٥".
٥ الإصابة "١/ ٤٤٨"، "رقم ٢٢٧٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>