للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وضيفه ويمنّ عليهم بقراه، وهو أرجز الناس على البديهة. وجعله "الجمحي" في الطبقة الثانية من شعراء الإسلام، وقرنه بالنابغة الجعدي، ولبيد، وأبي ذؤيب الهذلي. وقال: إنه كان شديد متون العشر، أشد كلاما من لبيد١. وكان معاصرا للحطيئة، ويروى أن "الحطيئة" كان يعدّه أشعر بني غطفان٢.

وأخوه "مزرد"، واسمه "جزء بن ضرار". وقيل يزيد وجزء أخوهما. وهو "مزرد بن ضرار بن سنان بن عمر بن جحاش بن بجالة الغطفاني" الثعلبي.

يقال مزرد لقب له، لقب به لقوله:

فقلت تزردها عبدي فإنني ... لزرد الشيوخ في الشباب مزرد

وكان يكنى "أبا ضرار"، وقيل: "أبا الحسن"، وهو أسن من الشماخ، وكان هجّاءً حلف أن لا ينزل به ضيف إلا هجاه، ولا سكب سنه ولا بيت بيته إلا هجاء، ثم أدرك الإسلام فأسلم. قدم على رسول الله فأنشد له أبياتا منها:

تعلم رسول الله لم أر مثلهم ... أحسن على الأدنى وأقرب للفضل

تعلم رسول الله أنا كأننا ... أفأنا بأنمار ثعالب ذي غسل

وأنمار رهطه، وكان يهجوهم.

وورد عن "عائشة" أنها قالت: من صاحب هذه الأبيات: تعني التي في عمر لما مات:

جزى الله خيرا من أمير وباركت ... يد الله في ذاك الأديم الممزق

قالوا: مزرد، فسألت من مزرد؟ فحلف بالله أنه لم يشهد الموسم تلك السنة، ومنهم من نسب هذه الأبيات التي قبلها للشماخ٣.


١ الخزانة "١/ ٥٢٦"، "بولاق".
٢ بروكلمان، "١/ ١٧٠".
٣ الإصابة "٣/ ٣٨٥"، "٧٩٢١".

<<  <  ج: ص:  >  >>