للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن المخضرمين "أبو الأعور سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل"، وهو أحد الصحابة الذين أسلموا قديما، وفي بيته أسلم "عمر"، لأنه كان زوج أخته فاطمة، توفي سنة "٥٠"، وقد أورد الجاحظ له شعرا، وهو شعر نسب أيضا لوالده، وتروى كذلك لنبيه بن الحجاج١.

و"سالم بن دارة من الشعراء المخضرمين" وهو "سالم بن مسافع "مسافح" بن عقبة بن يربوع بن كعب بن عدي" من "غطفان". وكان رجلا هجاء وبسببه قتل. قتله "زميل بن أبير" "زميل بن عبد مناف"، "زميل بن أبرد"، "زميل بن وبير" من بين فزارة وكان "سالم" قد أمعن في هجاء فزارة، وألح عليها في الهجاء، فقال في جملة ما قاله: َ

حَدَبْدبا بَدَبْدبا منك الآن ... استمعوا أنشدكم يا ولدان

إن بني فزارة بن ذبيان ... قد طرقت ناقتهم بإنسان

مشيا أعجب بخلق الرحمن ... غلبتم الناس بأكل الجردان

كل متل كالعمود جوفان ... وسرق الجار ونيك البعران

إلى غير ذلك من شعر مقذع، فلما أمعن في الهجاء، تعقبه "زميل بن أبير" "زميل بن أم دينار" الفزازي، فلحق به وضربه بالسيف ضربة جرحته، وكان قد خرج من المدينة، فعاد إليها، يتداوى، فدفعه "عثمان" إلى طبيب نصراني، ويقال إن "أم البنين" "بسرة بنت عيينة بن حصن" الفزاري، وكانت عند "عثمان"، جعلت للطبيب جعلا حتى سمه فمات٢.

ومن شعره في هجاء فزارة قوله:

لا تأمنن فزاريًّا خلوت به ... على قلوصك واكتبها بأسيار

وله شعر يخاطب به "عينة بن حصن" الفزاري، وكان قد ارتد في خلافة


١ البيان والتبيين "١/ ٢٣٥"، الخزانة "٣/ ٩٩"، عيون الأخبار "١/ ٢٤٢".
٢ الخزانة "٢/ ١٤٤ وما بعدها"، "عبد السلام محمد هارون"، نوادر المخطوطات "٢/ ١٠١، ١٥٦ وما بعدها"، الحيوان "١/ ٢٦٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>