للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلّا نزع فيها بيتًا من الشعر، وكان يقول: إذا أعياكم تفسير آية من كتاب الله؛ فاطلبوه في الشعر؛ فإنه ديوان العرب، وبه حُفظت الأنساب، وعُرفت المآثر، ومنه تُعلمت اللغة، وهو حجة فيما أشكل من غريب كتاب الله وغريب حديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وحديث صحابته والتابعين"١. "وعن ابن سيربن قال: قال عمر بن الخطاب: كان الشعر علم قوم لم يكن لهم علم أصح منه"٢. وقال الجمحيّ فيه، أي في الشعر الجاهلي: "وكان الشعر في الجاهلية ديوان علمهم ومنتهى حكمهم، به يأخذون، وإليه يصيرون٣".

وقد جُمع الشعر الجاهلي في الإسلام، جمعه رواة حاذقون، تخصصوا برواية شعر العرب. قال "محمد بن سلام الجمحي": "وكان أول من جمع أشعار العرب وساق أحاديثها، حمّاد الرواية، وكان غير موثوق به. كان ينحل شعر الرجل غيره، ويزيد في الأشعار"٤. واشتهر بجمعه أيضًا "أبو عمرو بن العلاء" المتوفى سنة "١٥٤" للهجرة٥، وخلف بن حيّان أبو محرز الأحمر٦، وأبو عبيدة، والأصمعي، والمفضَّل بن محمد الضبي الكوفي٧ صاحب المفضليات، وهي ثمان وعشرون قصيدة، قد تزيد وقد تنقص وتتقدم القصائد وتتأخر بحسب الرواية٨.


١ المزهر "٢/ ٤٧٠"، "وأخرج أبو بكر الأنباري في "كتاب الوقف" من طريق عكرمة عن ابن عباس، قال: إذا سألتم عن شيء من غريب القرآن، فالتمسوه في الشعر فإن الشعر ديوان العرب"، المزهر "٢/ ٣٠٢"، التبريزي، شرح الحماسة "١/ ٣".
٢ الجمحي: طبقات الشعراء "ص١٠" "طبعة لندن".
٣ طبقات الشعراء "ص١٠".
٤ طبقات الشعراء "ص١٤"، توفي حماد سنة ١٥٦ للهجرة، الفهرست "ص١٤٠".
٥ البيان والتبيين "١/ ٣٢١"، المزهر "٢/ ٣٠٤"، الفهرس "ص٤٨".
٦ "وكان من أمرس الناس لبيت شعر، وكان شاعرًا يعمل الشعر على لسان العرب وينحله إياهم.. وله من الكتب: كتاب العرب وما قيل فيها من الشعر"، الفهرست "ص٨٠".
٧ طبقات الشعراء "ص٩"، الفهرست "ص١٠٨".
٨ الفهرست "ص١٠٨".

<<  <  ج: ص:  >  >>