للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وورد في الأخبار أن فرقة من العرب من ركبان الإبل، كانت في جيش "أنطيوخس" وذلك في حوالي السنة "١٩٠ ق. م"١. ويظهر أنها كانت تقوم بحماية حدود الدولة السلوقية وحفظها من غزو الأعراب لها، وبالحرب في الصحراء، ومساعدة الجيش السلوقي في البادية عند اضطراره إلى اجتيازها.

هذا ويلاحظ أن معظم القبائل كانت قد أيدت "أنطيوخس" ضد "بطليموس" والبطالمة الذين ورثوا القسم الغربي من تركة "الإسكندر"٢. ولعل سبب ذلك هو أن ملك "أنطيوخس" لم يكن قد مس أرض العرب والأعراب، ولذلك لم يكن له إشراف مباشر عليهم يستوجب أثارتهم, أما البطالمة فقد كانوا يمتلكون أرضين، أصحابها عرب، وتعيش في أرضهم قبائل عربية، من قديم الزمان، ولذلك لم تستطع هضم "البطالمة" فأرادت التخلص منهم بالانضمام إلى منافسيهم وفي الجزء الشرقي من امبراطورية "الإسكندر".

ويحدثنا الكتاب "الكلاسيكيون" أن "بطلميوس ساطر"٣ "٣٢٢- ٣٨٢ ق. م" أرسل جيشًا إلى "سلوقوس نيقاطور" "٣١٢- ٢٨٠ ق. م" فخرج من مصر واجتاز "سيناء" إلى غزة، ومنها إلى "بطرا" فركب الجمال، وتمون بالماء، واجتاز البادية، فكان يقطعها بسرعة كبيرة ليلًا، لشدة الحرارة في النهار، إلى أن بلغ العراق٤. أما البادية التي اجتازها هذا الجيش فهي بادية السماوة، وأما الطريق التي سلكها فهي الطريق المألوفة التي تسكلها القوافل، وهي من أهم الطرق الموصلة إلى العراق وأقصرها، وقد أرسل "سلوقس نيقاطور" Seleucus Nicator "ميكستينس" Magastenes إلى الهند٥.

وكان "بطالمة" مصر أنشط من السلوقيين في مجال الاشتغال بالتجارة البحرية الجنوبية، والاستفادة من البحر، إذ وجهوا أنظارهم نحو البحار الجنوبية فأرسلوا بعثات استكشافية عدة لدراسة أحوال البحار والسواحل والشعوب، لتطبيق ما تتوصل إليه من معارف في مقاصدها العملية التي أرادت تنفيذها في تلك البحار, ولعل


١ Livius, XXXVII, ٤٠, ١٢, Grohmann.. Arabian, S.; ٢٣.
٢ Polybius, V, ٧١, Arabien, S., ٢٣.
٣ "بطليموس ساطر"، الطبري "١/ ٧٠٣" "ليدن".
٤ Hegaz, P., ٢١٦.
٥ Montgomery P., ٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>